يخفق الأهلي .. يكسب .. يتعثر .. يبتعد عن البطولات كل هذا بالنسبة لجماهيره عادي إلى العادي جدا طالما أنها تؤمن بأن الكيان الذي تنتمي إليه لا يشبه إلا نفسه يكبر وينمو ولا يقبل بأي خيار سوى أن يبقى رائدا في رسالته وأي رسالة يحملها الأهلي في مضمون الرياضة وألعابها هي الجديد الذي يجهل صناعته الآخرون. سنوات بل عقود من الزمن وعلاقة الأهلي بجمهوره تزداد متانة حتى في زحمة الإخفاق سرعان ما تجد هؤلاء العاشقين المجانين في حب الإمبراطور رقماً يتضاعف في المدرجات .. في الحواري .. في المدارس .. في الجامعات وإن قلت خارج حدود الوطن فاليد مع الطائرة مع لعبة (البونج بونج) كفيلة بترسيخ هذه الحقيقة التي بات الأهلي السعودي عنوانا لها. الأهلي يا سادة أشبه ما يكون بحالة خاصة تتفرد بروعتها وأي حالة يتفرد بها الأهلي هي حالة تاريخ وحالة منجز وحالة جماهيرية طاغية لا تزال تعزف على أوتار النغم الأصيل مرددة بحنجرة محمد عبده الشجر والمدر أهلاوي والروابي الخضر أهلاوي في تأصيل واضح لمكانة هذا العملاق وقيمته وجماهيريته وتاريخه. من النادر أن تلحظ فريقاً يحتفظ بجمهوره وجماهيريته وهو مبتعد عن تحقيق الدوري من سنوات أقول من النادر مع أن النادر جدا هو أن تجد فريقاً غير الأهلي يحظى بهذا العشق وبهذا الوفاء وبهذا الانتماء أو بالأحرى بهذا الجمهور الأنيق الراقي الذي قال فيه يوسف سيف والحربان وعمالقة التعليق مع كبار النقاد العرب كلاماً يشبه الشعر. نعم هذا هو الأهلي كبير في قمة حضوره وكبير حتى في كبوته وعملاق حتى في حظه العاثر ، والأهلي بالمناسبة سيبقى على ذات رقيه طالما أن جمهوره المحب العاشق مستمر في دعمه ومؤازرته وبالتوفيق للأهلي وبالتوفيق لجماهيريته الطاغية. أما على صعيد الألقاب فالأهلي ولد ملكياً وقلعة كؤوس وإمبراطور وراقي وسفير وطن ، فالحقيقة ثابتة والتاريخ لا يكذب ومن يرغب في معرفة تفاصيل التفاصيل عن تلك الحقيقة فما عليه إلا التمعن في سجلات هذا التاريخ الصادق وعندها سيدرك الأهلي وألقابه وسيرته الحافلة بالإنجازات والمجد والألقاب. مشكلة البعض أن ذاكرته لا تستوعب ما هو مدون في كتب التاريخ وبالتالي فهم مع قناعاتهم على الهوامش ولا يمكن للفاهم والخبير الملم بحقائق الكبار وتاريخهم الحافل بالألقاب أن يصبح مقتنعاً بما يقال من هذا البعض الذي لا يزال يعاني من أزمات التعصب المقيت. المستويات والنتائج الإيجابية التي قدمها الفريق الفتحاوي هذا الموسم هي التأكيد الأجمل على أن الفكر الإداري الشاب يكسب . إدارة الفتح إدارة شابة نجحت في التخطيط وتميزت في التنظيم وبالتالي هاهي اليوم تجني مع فريقها الرائع ثمار ما صنعته. الفتح يعيش مرحلة استقرار مثالية وإذا ما استمر هذا الفريق الشرقاوي الجميل على ذات المنوال فمن المؤكد أن مستقبله سيكون زاهرا بما يسر عشاقه ومحبيه وأنصاره ... وسلامتكم.