أحياناً نختلف في أشياء تختص بالتحكيم وغالباً نختلف أكثر في أمور هي من صميم المدربين واللاعبين وإدارات الأندية لكننا وبرغم طبيعة هذا الاختلاف وجوهره متفقون على أن الهلال هو الظاهرة كما هو كل الاستثناء. ليست محاباة وليست مداهنة وإنما حقيقة يجب أن تقال لاسيما في هذا الزمن الذي بات فيه قائل الحقيقة أشبه بمتهم مدان يستحق العقاب. الهلال ولد كبيراً وعاش كبيراً وإن مرض فلن يموت وإن تعثر فمن السهل عليه أن يعود إلى مكانته يقارع ويكسب وأي مكسب مهما بلغ من الأهمية إلا أنه بلغة الإنصاف والمنصفين يبقى رقما عابرا في أبجديات هذا البطل الذي توازت بطولاته مع سنوات عمره. خمسون بطولة هي حصيلة تاريخ وأي حصيلة يقدمها الهلال لنا وللتاريخ هي التأكيد بعينه على أن هذا الفريق المختلف هو النموذج المثالي الحي الذي يثبت ماذا تعنيه كرة القدم وماذا يعني هو بالنسبة لتلك المجنونة التي سحرت عيون الناس مثلما سحرنا الأزرق بروعته وجماله وبطولاته. الدوري الذي يمثل صفوة البطولات هلالي.. وكأس ولي العهد الذي يحتل المرحلة الأبرز في قائمة الألقاب هلالي.. ومن يستطع أن يجمع الدوري مع الكأس ويحتفظ باللقب ويمتلكه جدير بكل الإعجاب وجدير كذلك بأن يحظى بكل هذا الاتفاق والإجماع، أولاً الاتفاق تميزه كبطل والإجماع ثانياً على أنه كما أسلفت ظاهرة الأشياء الجميلة وأساسها إن كان في المستوى أم كان في طبيعة الفكر والعمل وإن كان كذلك في حجم ما يقدمه اللاعبون على أرض ميادين كرة القدم من عطاءات ونتائج. الهلال هلال الماضي والحاضر والمستقبل هو كبير الكرة وسيدها الوقور. حقيقة محفوظة في عمق التاريخ ومحفوظة في ذاكرة الزمان وإن قلت هي صيغة الإجماع في قلوب الجمهور فالجمهور بكافة اتجاهاته وتوجهاته دائما ما ينصف هذا العملاق الذي بات عنوان الجمال. بالطبع قد يتبادر إلى الأذهان أكثر من سؤال حول هذا النجاح المتواصل وأسراره وأياً كانت طبيعة السؤال وصيغته من الأجدر بنا ونحن نتحدث عن البطل أن نشيد بوعي الهلاليين فالوعي أسس الحب والحب للكيان حقق الصعب والصعب قدم الإنجاز وما بعد الإنجاز الذي رسم ابتسامة الفرح على محيا عشاقه هاهي الأرقام التاريخية تسجل باسم زعيم نصف الأرض وعملاقها. مبروك للهلال.. مبروك.. لإدارته.. مبروك لأعضاء شرفه.. ومبروك لجماهيره وإن توقفت أمام ياسر وويلي والدعيع وكل من هم في قائمة الأزرق فهؤلاء جميعهم كانوا أبطالاً في المهمة فنالوا مرادهم. ولكي لا أسهو عن البرازيلي فيكتور بودي أن أقدم نصيحتي للأهلاويين بضرورة امتلاك عقده. هذا السفاح مكسب مكسب مكسب لكن الخوف كل الخوف أن يتكرر معه مثلما سبق وأن تكرر مع سيرجيو الذي بدأ في الأهلي في حين تألق في الاتحاد ..وسلامتكم.