• مع كل خدمة تقنية جديدة تدشن ينساق القطيع ويبدأ التقطيع .. من بدايات عصر البيجر ومروراً بالجوال وبطاقات سوا وجوال الكاميرا والبلوتوث حتى جاء التويتر والفيس بوك كانت لمجتمعنا صولات وجولات وكنا في كل مرحلة ننشغل عن شؤوننا العامة والخاصة .. ونكرس جهودنا لاستغلال التقنية فيما يشوه صورة المجتمع ويسيء للذوق العام بطرق ساذجة وهزلية. • الآن تشهد أوعية الإعلام الجديد سجالاً مجتمعياً ساخناً وتستأثر التغريدات والمواقع والمقاطع والمدونات باهتمامات كافة شرائح المجتمع حتى أصبحنا مشغولين بما فيها على مدار الساعة وتحول هذا الفضاء الافتراضي الجميل إلى نقمة بل يتعامل معه البعض على أنه حلبات لتصفية الحسابات بين مصنفي الطوائف الدينية والتيارات الفكرية. وأضحت الطروحات تنال من الثوابت والقيم والرموز تحت غطاء حرية الرأي والتنفيس عبر الإعلام الجديد لدرجة تبعث على الاشمئزاز والتقزز من مستوى الطرح والنقاش الذي يخترق في كثير من الأحيان كل الحجب ويصل إلى أدنى مستويات الابتذال والإسفاف. • السؤال إلى متى ستستمر هذه الموجة ؟ ومتى يدرك الناس أن كثيراً مما يتم تداوله في تلك الأوعية لا يعدو كونه شائعات أو رسائل موجهة تهدف إلى تسطيح المجتمع وتفكيك وحدته ؟ ومتى نعي جميعاً أن نعمة الإعلام الجديد يمكن توظيفها بشكل إيجابي فيما يخدم المجتمع ويحل مشاكله بكل موضوعية ومصداقية؟!