هل المرض محدود بزمن يأتي فيه؟! سؤالٌ يطرح نفسه عندما يراجع المريض المراكز الصحية في ساعة متأخرة من الليل في أحياء المدينة أو في القرى والهجر ؛ فيجدها جميعاً أغلقت أبوابها إلى حين موعد الدوام في اليوم التالي ؛ فيبدأ البحث عن مستوصف أهلي ينتظر المرضى في هذه الأوقات ليستغلهم في هذا الظرف الحرج ، أو يذهب إلى طوارئ المستشفيات العامة ؛ ليجدها تغص بالمراجعين الذين جاؤوا من كل مكان ؛ فامتلأت بهم العيادات ، وغصت بهم الممرات ، حتى أن الطبيب أحياناً يكتب للمريض وصفة دون الكشف عليه ، معتمداً على شكوى المريض فقط ؛ فيكون العلاج الموصوف غير دقيق وغير فعّال. وقد ألتمس العذر للطبيب ؛ لأنه لو لم يفعل ذلك لما استطاع الكشف على تلك الأعداد الهائلة ، ولناله من السخط والأذى الشيء الكبير من المراجعين. إننا نتمنى من المسؤولين في وزارة الصحة دراسة هذه المشكلة التي تواجه المرضى بأن يتم فتح المراكز الصحية أمام المرضى على مدار الأربع والعشرين ساعة ، وتطبيق نظام الورديات (المناوبة) بين العاملين ، وزيادة أعداد العاملين من أطباء وفنيين في هذه المراكز ، وبهذا يكون قد تم القضاء على تكدس المرضى ومرافقيهم في طوارئ المستشفيات ، وتم تفرغ المستشفيات لاستقبال الحالات الحرجة أو المحوَّلة من المراكز الصحية ، والأهم من ذلك كله هو القضاء على المعاناة التي تلحق بالمرضى ومرافقيهم. إن تطبيق هذا النظام سيكون له إيجابياته أيضاً في استحداث وظائف جديدة ، وحل جزء كبير من البطالة ، وذلك بتوظيف مَنْ هم على قوائم الانتظار من خريجي المعاهد والكليات الصحية ، الذين ينتظرون التعيين منذ سنوات طويلة.