مذيع قناة الفراعين المصرية توفيق عكاشة ، هو نفس مالك القناة ، وهو نفس الرجل الذي يتكلم 24 ساعة بين كل 24 ساعة و 24 ساعة. لم أعرف المذيع ومالك القناة هذا ، إلاّ بعد أن صرت أقلّب قنوات مصر أيام الثورة ، فرأيته لأول مرة ، وشدني كلامه المضحك ، وتنظيراته التي تضحك الأم ليلة حدادها على وليدها المفقود. الشيء الوحيد الذي وجدته في توفيق عكاشة ، ولم أجده في كل من شاهدتهم بالفضائيات ، أن له قدرة عجيبة على إقناعك ، بأن لسعر كيلو الكوسة ، دورا في اغتيال السادات ، وأن الهدف الذي أضاعه أبو تريكة في آخر مباراة للأهلي المصري ، كان من الممكن لو أنه جاء ، ألا يستمر حسني مبارك في الحكم أكثر من أسبوع واحد ، بشرط أن يظل سعر كيلو الكوسة ثابتاً على 3 جنيهات. هذا الرجل يربط كل شيء بكل شيء ، ويتكلم في كل شيء وعن كل شيء ، ولا يفهم أي شيء. إذا كان اليوم 24 ساعة برامج في قناة الفراعين ، فهذا الرجل يتكلم 18 ساعة ويترك ضيوفه يتكلمون 3 دقائق ونصف الدقيقة ، وينام بقية اليوم ، بعد أن يكون قد أمر من في القناة أن يعرضوا خلال فترة نومه إعادة لما قاله في ال 18 ساعة. آخر تقليعة سمعتها له ، لمّا كان يتحدث عما سيحدث لمصر في تاريخ 13-13-2013 من كوارث ، وكيف سيكون حال مصر في هذا التاريخ ، من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لكنه لم ينتبه إلى أن السنة ليس فيها شهر اسمه شهر 13. المخرج نبهه على الهواء ، إلى أنه لا يوجد شهر رقمه 13 ، ومع هذا قال عكاشة ، إنه يقصد أن السنة الميلادية أطول ، لأن كل شهر ميلادي قد يزيد يوما أو يومين عن الهجري ، بعد أن لتّ وعجن واحمرّ وجهه من هذه الورطة التي وضع نفسه فيها أمام الناس وأصرّ على صحة كلامه. سننتظر ما سيحدث لمصر في 13-13-2013 ، ولكن ليس على قناة الفراعين التي قد توقف في أي لحظة ، لأن مخالفاتها وهرطقات (توفيقها) صارت أكوما.