رجل متحمس جداً، يقول "كلام كبير وملخبط" لكنه ليس بالسيئ. توفيق عكاشة صاحب دكان فضائي اسمه قناة الفراعين ومذيعها الحصري، جلست أمام قناته في حلقة واحدة طويلة جداً، لم يدهشني ما يقوله عن كل المواضيع المختلفة التي لا فواصل فيها ولا فصل بينها أيضاً، ما كان يدهشني عدم وجود لتر ماء بارد بجواره، فلقد استهلكت نصف لتر ماء وأنا أستمع إليه! مشكلة توفيق عكاشة أنه يتمسخر على الكل بجدية مفرطة، بكل الجدية التي قادته ليعلن أنه سيرشح نفسه لرئاسة دولة عظيمة كمصر، ومن خلال (البروباجندا) التي يعتمدها وتعتمده في طرحه لم يستطع أن يصنع (شو) إعلاميا له، مما جعل عكاشة محل تندر في مقاطع الفكاهة في الشارع المصري وإعلامه ومواقع الإنترنت. في حلقته التي هي نموذج يتكرر يومياً ذهب لشتم السلفية وهيئة الأمر بالمعروف لدينا، وتواصل هديره ليدخل في القضية الفلسطينية، وأن حماس وفتح تلجآن لصوته الحكيم في الملمات، ليتصل الموضوع ويلعن الإعلام المصري ويحلف إنهم لو عصروا كل منسوبي إعلام مصر في الداخل والخارج لن يأتوا بمدى علمه، وذهب ليتمنى أن يقتل صفوت الشريف ثلاث مرات، وهو الذي قبل الثورة قبّل يده في مقطع فيديو شهير! ولأن عكاشة كشف فساد إعلام مصر فهو مستهدف من الحركة الماسونية، وذهب يحذر قضاء مصر وجيشها، ويخرج ويدخل بحماس لثرثرة ليس لها مثيل، يعجز عنها حتى الحكواتية في مقاهي زمان. الإعلام المصري بالطبع لا يعتد (بالفراعين) كرقم فيه، فمن البديهي أن الثورة المصرية تريد أن تظل الفرعونية في مهدها، إرثا أثريا يزوره السائحون فقط، وليس منهجا يقوده رجل ثرثار، يريد برفع صوته أن يأخذ حيزا له بلسانه. توفيق عكاشة ليس بدعاً في إعلام العرب اليوم، فالهوس تغص به منابر (الميديا) في كل لواقط الفضاء وخوادم الإنترنت، من تشكيك ووصاية وادعاء.. الجميل امرأة مصرية اتصلت تطلب وظيفة لابنها في وسط (الخلطبيطة العكاشية)، فطلب منها إرسال أوراقه لمجلس الوزراء، ما يحسب لتوفيق عكاشة فعلاً أنه لم يشرب قطرة ماء واحدة أثناء الكلام الكبير!