*** في الإعلام .. من يقارع الآخر ؟ سلطوية السكوت ؟ أم سكوت السلطوية ؟ اقصد (سلطة الصحافة) حتى لا يفهمنا احد خطأ وما أكثر من يحاول أن يفهمك كما يريد ويفسرك على مزاجه هو . ** الصحافة عندنا أخذت مكانها وتمارس مسئولياتها وأدوارها كسلطة رابعة مؤثرة في الرأي العام وبالذات في نقد الأحداث والقضايا ومواطن القصور والخلل وربما كانت لها يد مؤثرة في ( لعبة الكراسي ) ** في المقابل فان هذا قد يسبب صداعا مزعجا لدى بعض المسئولين فيمارسون السكوت أمامها ليس بهدف فضيلة الصمت بقدر ما هو هروب من هذا (الصداع النصفي) على طريقة (الباب الذي يجيلك منه الريح سده واستريح) !! ** وليس بدعاً من القول أن المزيد من (الحرية الصحفية) يمنحها استقواءها السلطوي المهني الذي هو في النهاية للصالح العام للمواطن. والحراك التنموي بما يشهده من مشروعات وخدمات وإنجازات وما بينها وما تحتها وما فوقها يظل يحتاج وبشدة إلى السلطة الرابعة. فحركتا الإصلاح ومحاربة الفساد تحتاجان إلى تلك العيون الجريئة التي تراقب وتكشف !! ** وللحق فالصحافة السعودية تعيش تحولات مرحلية جيدة. ومن عاصر الإعلام أو اشتغل به عبر فتراته المختلفة يدرك مقدار الفارق وحجم المتغير !! الآن مسافة (الحريات) لا يحدها إلا الموضوعية والاتزان والتثبت و الحقائق وهذا يدفع إلى ممارسات سلطوية صحفية أعلى وهو ما جعل البعض يتحسس من الصحافة بعد ان بات يتوقعها داخل ممرات إدارته أو على خارطة احد مشاريعه !!. ** هذا الدور السلطوي للصحافة يظل مسئوليتنا كصحفيين . علينا أن نهتم به وأن نغذيه بمهنية تحافظ على مكانته وقوته. احترام ( الذات الصحفية ) لا يأتي من لون بشرة الصحفي ولا تقاطيع وجهه ولا موديل سيارته وإنما بمقدار (المهنية) التي تزيد من مساحة النجاح لتكسب الصحافة المزيد من احترام المكانة. ** وعندما يطالب مسؤول بمقاضاة كاتب صحفي أمام اللجنة المختصة أو يطالب كاتب بمقاضاة مسؤول فان ذلك يعكس مدى قيمة الكلمة والأهمية البالغة للرسالة الصحفية. وهذا ما يجب أن نعمل عليه ! وبصراحة فان الصحفي مطالب وبإلحاح شديد إذا لم يستطع أن يقنع المسئول بقيمة الصحافة فعلى الأقل لا يساعد في أن يجعلها تحت قدميه !! ** والمؤسسات الصحفية مطالبة في ذات الوقت باختيار الكفاءات والقدرات التي تعزز رسالة الصحافة لا أن تسيء إليها! ** وعلينا أن ندرك أن (سلطة الصحافة) لا تقف عند حدود (الشرعية) الرسمية لها ولكن من كسب الرأي العام ولذلك فرهاننا القادم والدائم هو المجتمع بكل أطيافه ** الجانب الآخر من المعادلة هي قضية سكوت المسئول ! الصحافة تواجه عزوفا كبيرا جدا من قبل العديد من المسئولين وهذا العزوف غير مبرر بأي حال من الأحوال ولم أجد له أي تفسير لحد الآن ؟! ** أنت تتحدث مع المسئولين عن الصحافة ورسالتها في المجتمع فتجدهم(ينظرون) إلى درجة (تصمخ) أذنيك وحين تطلب من أحدهم تصريحا (ما) حول موضوع (ما) يتهرب وفي أحسن الأحوال لا يرد !! المشكلة أن هذا (السكوت) بدأ يأخذ منحى التعميم , لم يعد استثنائيا عند احد , أكثر المسئولين يتهرب من الصحافة. ولا تدري لماذا ؟ ** يا جماعة نحن لا نتحدث عن قضايا سرية ولا عن قضايا أمنية , هذه نحن كلنا نقف عندها ولا أحد يزايد على أمن الوطن. بل أن الجهات الأمنية الأكثر تعاونا مع الصحافة أنا أتكلم عن إدارات مدنية نسألها في أشياء أحيانا تكون عادية جدا جدا ومع ذلك تجد ذلك التهرب !! ** المشكلة الأخطر هي تقييد صلاحيات الحديث لوسائل الإعلام والتصريحات لمديري الإدارات من مسئولين أعلى ** تخيلوا مسئولين كبارا يطلبون أسئلة مكتوبة عبر الفاكس ثم يستأذنون فيها وحين يجيبون يعرضونها أيضا أما إذا طلب حوار أو مشاركة لأحدهم فانه يطلب خطابا رسميا ويرسل عبر الفاكس كي يستأذن هو بدوره فيه!! غريب هذا لكن بالتأكيد مثل هذه المواقف تظل شخصية لا تحمل أي توجه. ** وبالقدر الذي نركز فيه على أهمية تعزيز ( سلطة الصحافة ) بالقدر الذي نتمنى فيه ألا تكون جدران الصمت تفصل ما بين معادلة الصحافة والمسئولية !! فذلك ليس في مصلحة احد , الشفافية مطلب الجميع والسكوت قد يدفع بتفسيرات تأخذ الأمور إلى غير حقائقها . خاتمة للحقيقة وجهان احيانا لكن ليس لها سوى لسان واحد ..