في خطبة الجمعة الماضية دعا الخطيب للشيخ الداعية الفاضل الدكتور عبدالرحمن السميط ، معاتبًا وسائل الإعلام التي لم توفِ الرجل ولا جزءًا يسيرًا مما يستحق ، في حين تُسطر الكلمات وتسود الصفحات في قوم لم يعملوا إلا قليلًا بل ربما أفسد بعضهم كثيرًا. عبدالرحمن السميط شيخ كبير وداعية كويتي آثر ما عند الله على ما رُزق من رخاء وسعة ودعة وراحة ، ترك الزخرف والبهرجة ليعيش معظم أيام شبابه وكهولته في أدغال أفريقيا طبيبًا مداويً ا، ومسلمًا داعيًا، وإنسانًا رحيمًا مشفقًا. كم من يتيم مسح السميط رأسه ، وكم من جائع سد رمقه ، وكم من مريض داوى جرحه وألمه! وكم من قرىً تائهة عادت إلى الإسلام بفضله ، وكم من مبشر نصراني رد كيده! لقد عاش السميط ربيعًا دائمًا ملأ حياته وأسعد أيامه .. إنه ربيع العطاء حتى مع خريف العيش وشظف الحياة ، ويذكرني هنا كلمات للدكتور فهد السنيدي الإعلامي المعروف يخاطب بها السميط بعد أن وقف على مشهد من حياته شفاه الله عند تسجيله برنامجًا عن الحياة في أفريقيا استمر شهرًا كاملًا .. يقول الدكتور فهد (أتذكر تلك الزيارات التي نقطع فيها الساعات بين طرق وعرة وغابات مخيفة مظلمة وأنهار موحشة في قوارب صغيرة ومستنقعات منتنة .. فإذا وصلنا إلى القرية واجتمع أهلها قال لهم الدكتور: (ربي الله الواحد الأحد الذي خلقني ورزقني وهو الذي يميتني ويحيني) .. كلمات يسيرة يدخل بها أعداد منهم في الإسلام! أتذكر تلك الملابس التي تحملها معك. لماذا يا دكتور؟ إنها هدية لملوك القرى تأليفًا لقلوبهم إلى الإسلام! ولماذا هذه الحلوى؟ لأطفال القرى من أجل إدخال السرور على نفوسهم). وعسى أن يكون سرورك دائما أيها الداعية الفاضل .. سرور العطاء المتدفق والعمل الخالص والنية الصادقة. إنه نموذج نادر في زمن عزت فيه هذه النماذج. ودرس آخر يعلمنا إياه الدكتور السميط: إنه الصبر الكبير على ابتلاءات خالقه ومولاه ، فالأمراض تناوشته من كل جانب ، ومنذ زمن ليس بالقصير ، إنها ترجمة عملية لصدق الإيمان وحرارة الثقة بالله عز وجل. اللهم تول عبدك عبدالرحمن السميط ، واكتب له شفاءً لا يغادر سقمًا أبدًا.