عندما يتعلق الأمر بمشكلة تعتري مسيرتنا الرياضية سرعان ما تنقلب هذه المشكلة إلى أزمة ، والأزمة إلى خصومة فنصبح أمامها في دائرة المتجادلين وكل طرف أسير لمواقفه ، واحد من موقع المكابرة على أخطاء نقده المكتوب والثاني من موقع عدم التراجع عن زلة لسان كادت معاني عباراتها تنسف حتى صخور الجبال. - نكتب .. نحلل .. ونمتهن حرية النقاش .. لكننا لم نتحصل بعد على نتائج مقنعة تقودنا إلى إيجاد الحلول ، فرقصة النقد على أوراقنا تشبه رقصة التانجو .. خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء .. أو بالأحرى هي أكثر تشابهاً مع رقصة (الفالس) خطوتان إلى اليسار وخطوة إلى اليمين ومن ثم الدوران في ذات المكان دون تغيير. - في وسيلة نرفع صوت الاحتجاج وفي أخرى نثرثر ، أما الناتج المفيد فهو غائب إلى أن نتفق على تهمة وإدانة لازالت تلاحقنا وتلاحق أقلامنا التي تكتب بمداد لايفرق بين النقد بمسماه ولا بين ذاك الآخر الذي يستعدي ويستغل ويضلل. - وإذا ما نظرت إلى النقد الرياضي وفق المقدمة ونصوصها حتماً سأجد أن التجاوز بات هو السمة البارزة لأسماء قالت الكثير .. لكنها مهنياً على الأقل لم تصل بعد إلى حيث تلك الحقيقة التي تشوهت وتمزقت في أوراق يابسة ظاهرها البناء وباطنها الزيف والتضليل وخداع القارئ. - النقد مطلب والانتقاد ضرورة ، والجميع بين المطلب والضرورة هم متفقون على ذلك ، أما سر الاختلاف في أوساط الرياضة فليس ماثلاً في النقد كمفهوم وإنما هو ماثل في تلك الفئة التي تتمسك بخيط دخان لتثير الأزمات وتختلقها وترسم على شفاه الحاقدين على نجاحاتنا الرياضية إن تحققت أكثر من ابتسامة. - لن أعمم ولن أفتح ملف الماضي .. لكنني من باب النصح والإرشاد أكرر وأطالب زملاء المهنة بالعودة إلى جادة الصواب ليكونوا فريقاً مسانداً بالرأي الهادف والكلمة الصادقة ، وهذا المطلب لن يصبح معجزة المهم هل ستكون لنا رغبة تجمعنا حول رياضة وطن هي اليوم وليس الأمس في أمس الحاجة لمن يناصر مسيرتها. - أتمنى مثلما هو القارئ والمشاهد يحلم بميلاد واقع مغاير تكسب فيه لغة العقل وتخسر فيه لغة الاحتقان. - بالأمس رأيت في حفل افتتاح الألعاب العربية هناك في دوحة القطرين ما جعلني أكثر حزنا على واقعنا الرياضي وواقع ما وصلوا إليه .. أقول كنت أكثر حزنا ليس لأن الاحتفالية ظهرت في مشهد الخرافة بل لأنني لازلت أرى واقعنا يعيش المرض ، فلا هي العقول ابتكرت التجديد ولانحن في سياق البحث عن التجديد نجحنا في رسم خارطة إعلام محترف يتنازل عن عاطفة الانتماء ويركز على مداد الموضوعية والنقد الهادف ، ذلك لأن الذين يمتلكون زمام الأمور المسؤولة مع حملة الأقلام ومحللي الفضائيات يتشاركون في الخطأ ولهذا استمرت رياضتنا على منوال الإخفاق. - دعونا نستوعب من أخطائنا وتعالوا نتعاون في رسم الشراكة الصحيحة .. تلك الشراكة التي متى ما تحققت فهي قادرة على النهوض برياضتنا إلى حيث نطمح ونريد. - ختاما لاجديد .. البرسا يهزم الريال بالثلاثة .. والثلاثة هي بالنسبة لمنازلات الكبار أضحت الرقم الثابت. - مبروك للكاتالونيين فوزهم .. وحظاً أوفر لنا نحن العرب الذين دائما ما نكتفي بملاحقة الناجحين دونما قدرة على مقارعتهم أو الوصول إلى ربع مستوياتهم .. وسلامتكم.