عندما يتعلق الأمر بمشكلة تعتري مسيرتنا الرياضية سرعان ما تنقلب هذه المشكلة إلى أزمة، والأزمة إلى خصومة، فنصبح أمامها في دائرة (المتجادلين) وكل طرف أسير لمواقفه، واحد من موقع المكابرة على أخطاء نقده المكتوب والثاني من موقع عدم التراجع عن زلة لسان، فكادت معاني عباراتها تنسف حتى صخور الجبال. نكتب.. نحلل ونمتهن حرية النقاش لكننا لم نتحصل بعد على نتائج مقنعة تقودنا إلى إيجاد الحلول، فرقصة النقد على أوراقنا تشبه رقصة التانجو خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء، أو بالأحرى هي أكثر تشابهاً مع رقصة (الفالس) خطوتين إلى اليسار وخطوة إلى اليمين ومن ثم الدوران في ذات المكان دون تغيير. في وسيلة نرفع صوت الاحتجاج وفي أخرى نثرثر، أما الناتج المفيد فهو غائب إلى أن نتفق على تهمة وإدانة لازالت تلاحقنا وتلاحق أقلامنا التي تكتب بمداد لايفرق بين النقد بمسماه ولا بين ذاك الآخر الذي يستعدي ويستغل ويضلل. وإذا ما نظرت للمنتخب السعودي وفق المقدمة ونصوصها حتماً سأجد أن التجاوز بات هو السمة البارزة لأسماء قالت الكثير.. لكنها مهنياً على الأقل لم تصل بعد إلى حيث تلك الحقيقة التي تشوهت وتمزقت في أوراق يابسة ظاهرها البناء وباطنها الزيف والتضليل وخداع القارئ. المنتخب السعودي يملك التاريخ الذي ينصفه كزعيم على آسيا، وصاحب مثل هذا التاريخ يجب أن يبقى قوياً ولاجدال في ذلك ولكن وفق شروط النقد التي تستهدف العلاج لا وفق توجهات فئة لازالت تشطح تتهم وتزيف الوقائع، وكل هذا من أجل الحصول على بطولة ذات هي أشبه بالمرض العضال. النقد مطلب والانتقاد ضرورة، والجميع بين المطلب والضرورة هم متفقون على ذلك، أما سر الاختلاف في أوساط الرياضة فليس ماثلاً في النقد كمفهوم وإنما هو ماثل في تلك الفئة التي تتمسك بخيط دخان لتثير الأزمات وتختلقها وترسم على شفاه الحاقدين على نجاحاتنا الرياضية أكثر من ابتسامة. لن أعمم ولن أفتح ملف الماضي، لكنني من باب النصح والإرشاد أطالب زملاء المهنة بالعودة إلى جادة الصواب ليكونوا فريقاً مسانداً بالرأي الهادف والكلمة الصادقة، وهذا المطلب لن يصبح معجزة المهم هل ستكون لنا رغبة تجمعنا حول المنتخب وحول رياضة وطن هي اليوم وليس الأمس في أمس الحاجة لمن يناحر مسيرتها. أتمنى مثلما هو القارئ والمشاهد يحلم بميلاد واقع مغاير تكسب فيه لغة العقل وتخسر فيه لغة (الاحتقان). (الضبان) هكذا عنون مقالته، أما المضمون فالجديد هو القديم اتهامات × اتهامات. الغريب المؤلم المؤسف أن هذه الاتهامات لم تقتصر على (الهلال) (والهلاليين) إنما وصلت حدود الكيان الذي ينتمي إليه اسماً وليس (روحاً)، ولهذا نقول: سامح الله زعيم نصف الأرض كم هو قاس في بطولاته وقمته التي أخرجت مثل هذا ومن هم على شاكلته من الهدوء إلى (الغلو).. وسلامتكم.