السكان أو الشعوب هم أحد الأركان الأساسية لتكوين المجتمعات والدول , ومن المحال أن تقوم دولة أو أمة دون وجود أفراد وأشخاص خاضعين لها وينتمون إليها , والكثافة السكانية هي سلاح ذو حدين فقد تصبح مشكلة لبعض الدول كما أنها قد تكون ميزة كبرى لدول أخرى والأمر هنا يتوقف على مدى تفاعل السكان مع مجتمعهم ورغبتهم في النهوض به بالإضافة إلى سياسة الدولة والتي تظهر من خلال الدراسات والخطط التي تهدف إلى الاستفادة من الطاقات البشرية الموجودة لديها , إحدى أكثر الفئات التي تخدم المجتمع وتتنافس الأمم على الاستفادة من أفكارها تتمثل في المخترعين وأصحاب العقول العلمية , فالمخترع هو شخص يهدف إلى خدمة الإنسانية بشكل عام ومجتمعه بوجه خاص عن طريق ابتكار في مجال معين يتصف بالحداثة وبالجودة ويحل مشكلة أو يساعد في حلها وعلى الرغم من المكانة المميزة التي يحظى بها العلماء والمخترعون حول العالم إلا أن نظرة المجتمع لهم في البلاد العربية تتصف بالكثير من النقص والاستهزاء واليقين التام بعدم إمكانية مجاراة عقولنا للمجتمعات المتقدمة , فالمخترع أو المبتكر يعاني الأمرين حتى ترى أفكاره طريقها للنور وهو الأمر الذي يكون غالبا بعيد المنال , فبغض النظر عن النظرة الدونية للمخترع وتهميشه الاجتماعي والغبن المالي الذي يتعرض له تظهر مشكلة تسجيل براءة الاختراع لتقف عقبة أمام أي حلم لديه في خدمة الإنسانية والمجتمع , فالكثير من المخترعين يقضي العديد من السنوات من اجل تسجيل اختراعه لدى الجهة المختصة ودائما ما تقف المصالح الشخصية كحجر عثرة أمام تسجيل تلك البراءة الخاصة إن كان الاختراع يعالج مشكلة يستفيد البعض من وجودها ولذلك فإننا نجد اغلب المخترعين يفضلون الهجرة للخارج من اجل تسجيل اختراعاتهم حيث أنهم سيجدون الدعم المالي والمعنوي الملائم لتطوير أفكارهم بالإضافة إلى سهولة تسجيل براءة الاختراع في المجتمعات المتقدمة حيث إن عملية التسجيل تستغرق وقتا اقل بكثير من ما تستغرقه في بلادنا. ولكن إن أردنا فعلا أن ننهض بمجتمعنا فلابد علينا أن نحافظ على هذه الفئة الهامة في المجتمع وان لا نسمح لها بالهجرة والسفر إلى المجتمعات الأخرى , فهؤلاء هم أبناء هذا الوطن ونحن أولى بالاستفادة من أفكارهم طالما أننا نستطيع أن نوفر لهم البيئة الخلاقة التي تساعدهم على الابتكار. والله من وراء القصد.