قلة هم البشر الذين يدهشونك بما يتمتعون به من مقومات تنتزع منك الاستحقاق بالإعجاب ، وقلة هم البشر الذين تلتقط منهم قناعات تلامس قناعاتك فتشاركهم كل لحظات الحياة الجميلة ، وقلة هم البشر الذين تمثل ألفاظهم أفعالهم ، هذه الكلمات سبحت في فمي حين عادت ابنتي نورة ذات السبع سنوات ، ذات الشعر الكيرلي من مدرستها تشكو إحدى زميلاتها الصغيرات والمكلفة معهن بعمل لوحة فنية مشتركة وغالبا ما تستفز مخيلتي لغتها .. وبدأت تحكي قصتها.. وما أشد إرهاقا أن تستمع إلى قصة في الساعة الثانية ظهرا (ماما طلبت منا المعلمة رسم لوحة فنية وأعطتنا الأوراق والألوان والفرش والماء وقالت لنا ارسموا فقررنا أن نتخيل كورنيش الخبر ونرسمه وكلما رسمنا جزءا طمسته صديقتنا شادن ، رسمنا البحر ومسحته، رسمنا العشب ومسحته ، رسمنا الشمس ومسحتها ، رسمنا الألعاب ومسحتها. وإذا سألنا عن السبب قالت : ما أخذتم رأيي. يعني يا ماما للبحر لون ثاني؟ والشمس في السماء ولا في الأرض؟ وطول الوقت تبغى تكون عريفة الصف ، وتحب تعرف كل شي وتدخل في كل شي ، ودق الجرس وما رسمنا اللوحة .. ومرت حصة الرسم وما رسمنا اللوحة). أخذت نفسا أعمق من حبي لنورة ، وحاولت أن أشرح لها أن ما يحدث في الصف هو تشارك في العمل وشادن هكذا فهمت التشارك ، تحتاج إلى زمن حتى ينضج فيها المفهوم وتعرف أنه الابتعاد عن المباغتة ، وهو ميثاق دعامته الوفاء وركائزه الوجه الواحد. – ماما ... ما فهمت كلامك!.