هل القوانين المدرسية التي نلزم الطلاب بالتقيد بها تغرس فيهم قيما تربوية؟ هل أعددنا استبانة نعرف من خلالها إن كانت هذه القوانين تشعر الطلاب بالمهانة أم مبرراتها جائزة في نظرهم ؟ هل هذه القوانين تطبق على جميع الطلاب في المدارس بالتساوي؟ لماذا نستخدم الدرجات في فرض القوانين؟ هل نتعلم القيم بالدرجات؟ هل تحمل القوانين المدرسية طابعا إنسانيا وعاطفيا يشعر الطلاب في حركتهم من خلالها بالرعاية والحنان؟ وخلال وضع القوانين المدرسية هل وفرنا للطلاب حقوقهم ؟ وبعد مراكز الحوار والدعوة إلى التسامح والسلام وبعد أن أصبح المعلم في حالة تقبل جيد للحوار أما آن لنا أن نعيد النظر في صياغة القوانين المدرسية ؟ جيل اليوم لاقى من التطور والحداثة ما لم يلاقه أي جيل آخر، فهو أكثر مرونة وأكثر ثقافة وأكبر قدرة على الاستيعاب والفهم ورغم ذلك تبقى القوانين المدرسية ؟ هل تناسب القوانين المدرسية المناهج الجديدة القائمة على البحث والحركة ؟ كل هذه الأسئلة حفزتها ابنتي الصغيرة ذات الشعر الكيرلي والسنوات السبع التي تشبه في ملامحها بنات العشيرة والمطاعة في أوامرها عندما فاجأتني بطلبها ورغبتها في تغيير مدرستها وبعد أن فاجأتني بطلبها فاجأتها بسؤالي : أنت تحبين مدرستك .. وترسمينها على جدران غرفة نومك وعلى مقدمة قمصانك ...وعلى أوراق الفواتير تكتبين اسمها فكيف تطلبين تغييرها؟ ردت بصوت نقي وبكلمات ليست منظمة لكنها عذبة أحب مدرستي .. أحب كتبي .. أحب ألواني .. لكن يا ماما الناس اللي فيها وحوش ( إذا تكلمت في الصف قالوا ممنوع. إذا شافوني في الصباح قالوا ارفعي شعرك. إذا نظرت في كتاب شهد صديقتي بأنقل منها شي قالوا ممنوع. إذا أردت الذهاب لدورة المياه قالوا استأذني أولا. إذا أردت شرب الماء قالوا استأذني أولا. إذا رسمت فراشة على مكتبي قالوا امسحيها ...ممنوع. إذا نسيت حجاب الصلاة قالوا ما تدخلي المسجد. إذا جعت في الصف وأكلت قالوا ممنوع. إذا اشتقت لصديقتي مها التي تجلس وراي ولفيت حتى أشوفها قالوا السبورة أمامك. إذا تذكرتك يا ماما وفكرت فيك شوية في الصف قالوا ممنوع السرحان. الله يوديك الجنة يا ماما انقليني من المدرسة ). لا أخفيكم سرا إن قلت لكم : إن إعجابي بمدرستها قد زاد .. لماذا ؟ أولا : لأنها عبرت عن الأسباب .. ثانيا : عبرت عنها بدقة .. ثالثا : وهو المهم حللت المشكلة .. رابعا : وهو الجميل في الموضوع اتخذت قرارها والأجمل من كل ذلك اختارت الحل وهو تغيير المدرسة وليس الصف أو المعلمة. تناقض .. فهذه السلوكيات يفعلها أبناؤنا في البيت وهي مشروطة في المدرسة، بل ممنوعة .. فلو أنه تم شرح القوانين المدرسية للطلاب خاصة في الصفوف المبكرة وعرفوا أسباب سنها ومبررات الالتزام بها وربطوها بالقيم التي تتناولها موضوعات الكتب المدرسية لقبلوها واقتنعوا بها وساهمت في تربيتهم وغرس القيم فيهم. نحن بحاجة إلى تعديل الأهداف التربوية الاستراتيجية المرتبطة بالسلوك لتكفل ما يقود إلى تطوير فكرالتلميذ السعودي بعيدا عن كثير من الحساسيات غير المبررة.