في واحدة من غرائب الحياة الزوجية في الزمن الحاضر ، انتهت علاقة زوجية قبل أن تكمل الشهر الخامس بالطلاق ، حيث أصرت الزوجة على الطلاق لعدم تمكن الزوج بوفائه بوعده لها بوجبة عشاء فاخرة في أحد الفنادق بالمدينة المنورة بمناسبة مرور أربعة أشهر على زواجهما ، وكان لها ما أرادت حيث صدر صك طلاقها على الرغم من محاولات إصلاح ذات البين. إلى هنا والأمر كما أجده طبيعي جداً فنحن على أبواب مرحلة لم يعد فيها للأسلوب الحياتي السابق ذاك التأثير ، فحقوق الإنسان ، وبخاصة حقوق المرأة أضحت هي الشاهد على الحضارة الإنسانية وبخاصة في بلاد العالم الثالث التي تعد بلادنا إحداها. قد يرى بعضنا أن السبب تافه ، أو أن الزوج مثلاً به آية من آيات النفاق والعياذ بالله ، أو أن القاضي لم يعد يركن لأسلوب التأجيل أو يكيل بمكيالين لاسمح الله ، أو أن المجتمع السعودي بدأ يؤسس لمرحلة الرأي والرأي الآخر ، إلا أننا في نهاية الأمر سنجد متنفساً لنا لنقول مانشاء بما أنه في حدود الفضفضة. بصراحة كم هو جميل أن تنتهي هكذا علاقة في بواكيرها ، فالطلاق لم يشرع عبثاً ، ومن قبله الزواج لم يباح لتكثير الأمة فقط ، لأنه في نهاية الأمر الزواج والطلاق كأي حالة صحية أم مرضية تلم بأحدنا دهراً أو شهراً ، والله المستعان .