• عددٌ من الرؤوس الفاسدة تهاوت وسقطت في كمائن الأجهزة الرقابية والأمنية خلال العشرة الأيام الماضية. تنوّعت التُّهم والقضايا ، لكنّها اشتركت في مفهومٍ واحدٍ ، هو الفسادُ ، واستغلالُ السلطةِ ، وإهدارُ المالِ العام. • بين الرياض ، والمدينةالمنورة ، ومكةالمكرمة ، وجدة ، توزّعت الخلايا الفاسدة ، وربما لا تكون مختلفة في نوعيتها وأساليبها وأهدافها عن القضايا السابقة ، لكنّها -في هذه المرة- اختلفت في مستوى أبطالها ، وطبيعة أعمالهم. • ففي الرياض .. وكيل وزارة سابق يستولي على أرض حكومية ، ويقيم عليها إحداثات على مرأى ومسمع من كل الجهات ، وفي وضح النهار! مستمدًّا قوته من مكانته وعلاقاته. • وفي مكةالمكرمة .. وجّهت التُّهمة لأحد وكلاء وزارة الحج ، وكفّت يده عن العمل ؛ للاشتباه في تورّطه مع آخرين في تزوير عقود إسكان الحجاج. • أمّا في المدينةالمنورة .. فقد باشرت الجهات المختصة التحقيق مع مسؤولين في فرع وزارة الشؤون الإسلامية بعدد من المحافظات ، متّهمين باختلاس أموال من عقود الصيانة ، وتأمين الفرش للمساجد. وهناك أنباء عن تورّط مسؤولين كبار في الوزارة معهم. • في جدة .. غُرّم رئيس نادٍ شهير متّهم في المتاجرة بفيز عمال نظافة المشاعر المقدسة في موسم الحج الماضي ب31 مليون ريال ، بعد أن أثبتت اللجنة السداسية تورّطه في المتاجرة بألفي تأشيرة. • هذا الحراكُ الرقابيُّ الشاملُ يبعثُ الاطمئنانَ في النّفوسِ ، ويؤكدُ أنَّ الحربَ على الفسادِ ماضيةٌ في طريقها الصحيح ، منذ أن أعلن خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- أن المساءلات ستطال الكبيرَ ، والصغيرَ ، وأيَّ مفسدٍ كائنٍ مَن كان. • الشيءُ الذي يثيرُ المخاوفَ أنْ تطول فترة التحقيق ، وتُحال القضايا من لجنة إلى أخرى ، وتكتشف في النهاية أنَّ أحدَهم مسحورٌ ، والثاني مصابٌ بعينٍ، والثالث به مسٌّ من الجنِّ ، والرابع مريضٌ نفسيٌّ ، والخامس يُصرف النظر عن قضيته ؛ لعدم الاختصاص!! • يا سادة يا كرام .. لدينا تجاوب واضح في عمليات التحرّي ، والضبط، والإدانة . ولكنّ المشكلة في تحديد العقوبات ، فلازلنا نتساءل عن مصير المتورّطين في كارثة سيول جدة : أين هم؟! وماذا اتُّخذ بشأنهم؟!