لم يتسنَّ لنا حضور لقاء وزير العمل مع أرباب القلم ، وأهل الرأي ، وممثلي الصحف المحلية ، الذي التأم في مدينة جدة مساء السبت الفارط ، والذي استنتجنا من قراءة ما نُشر عن اللقاء أنه تمحور حول برنامج حافز ، وهو البرنامج الذي تبنّت وزارة العمل وضع آليات تنفيذه على أرض الواقع ، وذلك لتمكين العاطلين عن العمل من الشباب (بنين وبنات) من الحصول على مصدر تمويل ثابت ؛ لإشباع حاجاتهم الأساسية إلى أن يتمكّنوا من الحصول على وظائف ، أو أعمال خلال فترة زمنية معلومة -بحسب (حافز) - وذلك لمدة سنة ، أي (12 شهرًا)!! وبعدها يحلّها الحلاّل!! بالطبع نحن مع تحديد إطار زمني لمنح هذه الإعانة ، وربما ربط استمرار صرفها إلى أن يجد المواطن والمواطنة وظيفة تحقق لهما الإشباع إلى حد الكفاية لا الكفاف ، فكرامة الإنسان تتجسّد من خلال هكذا إشباع. إن تقدم الملايين للحصول على إعانة حافز ، والذي ناهز ال (3) ملايين مواطن ومواطنة ، يشير إلى أن البطالة الفعلية تتجاوز ال(30%) ، من مواطني المملكة الغنية بمواردها !! وهذا أمر لا يستقيم على مسطرة المنطق. إن إعانة (حافز) هي خطوة في طريق طويل لتحقيق الكفاية التي هي أُسُّ العدالة الاجتماعية ، ومدماك الاستقرار الاجتماعي. وكم نتمنى من المسؤولين عن إعانة (حافز) أن يعيدوا البصر كرّتين في الشروط المجحفة التي لا بد من توافرها في مَن يستحق الإعانة من عدمها ، فشرط السن (35) سنة كحد أعلى يستبعد أولئك الذين ما برحوا في سن العمل (40-50) سنة ، وربما أكثر وهم عاطلون عن العمل ، كما يستبعد فئة غير المتعلّمين ، ولكن هم عاطلون .. كما أن الطلب من المتقدمين إحضار ما يثبت مصدر دخل من عدمه ، فهل يحضر ورقة من المحكمة ، أو العمدة من أنه يتقاضى (700) ريال من وقف ، أو إرث ، أو تقاعد ؟ نريد من (حافز) أن يكون برنامجًا طموحًا لمعالجة البطالة وتداعياتها على الاستقرار في بلادنا .. عندما أمر ولي الأمر -يحفظه الله- بتقديم هكذا إعانة لمواطني هذه المملكة ، لربما لم يدرْ في خلده أن (حافز) سيكون (عاجزًا) عن الاستجابة لمجريات الواقع ومتطلباته. أمّا حكاية وجود (2000) من أهل القبور تقدّموا للحصول على الإعانة ، ربما هي كبوة جواد ، وسقوط فارس .. أكثر من مليوني مواطن ومواطنة استبعدهم نظام (حافز) ؛ كونهم لا تنطبق عليهم الشروط ، افتحوا ملف (حافز) للمناقشة بشفافية ، المحتاجون لا بد أن يحصلوا على حقوقهم ، أمّا المتلاعبون ، والمدلسون فعاقبوهم. * ضوء: (لا تبكِ إذا ضاعت عليك الفرصة ، فالدموع تحجب الرؤية)!