تكررت الاعتداءات على مَنْ يُطبِّقون الأنظمة في السعودية في مواقع مختلفة ؛ فقد نشرت وسائل الإعلام أخباراً متفاوتة عن اعتداءات على سيارات ساهر ، التي أدى أحدها إلى قتل قائد سيارة ساهر ، في حين أنه ليس له ذنب سوى قيادة السيارة للموقع الذي خُطّط للوقوف فيه، وربما لو كان يقود سيارة أخرى وتجاوز السرعة القانونية لكان من ضمن الذين تلتقطهم كاميرات ساهر! أنا لا أدافع عن ساهر ؛ فمن دون أي شك له عيوبه التي تحدَّث عنها الكثيرون ، ولكن المواطن هو من أعطى نظام ساهر الفرصة لمعاقبته ؛ فلو التزم بالسرعة القانونية لما عاقبه النظام. جانبٌ آخر من الاعتداء على النظام ، المتمثل في الاعتداء على رجال الحسبة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي على المنكر ، الذين يحافظون على الأمن الأخلاقي ؛ فلهم الفضل -بعد الله- في كشف كثير من التجاوزات الأخلاقية ، وقطع الطريق على من تسوِّل له نفسه استباحة محارم الله والمجاهرة بالمعصية والتغرير بالشباب والشابات ، وكان آخر تلك الاعتداءات ما تعرَّض له عضو الهيئة مرشد الموسى ، الذي تعرض للاعتداء حرقاً بعبوة مالتوف ، ويعالَج حالياً في المستشفى الجامعي بالرياض. نعم ، هناك بعض الأعضاء يسيئون للهيئة وللعاملين فيها بتصرفاتهم المتشددة ؛ لأنهم تجاوزوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى التعصب والتشدد المقيت ، ولكنهم -لله الحمد- قليلون جداً. الموضوع الأخير هو الاعتداء على المعلمين ، الذي انتشر في مدارس التعليم المختلفة ؛ فمعلِّم يُضرب ، وآخر تُكسر سيارته ، وثالث يُهدَّد حتى بالقتل أحياناً ، وليس أدل على ذلك من قيام عدد من المجهولين الملثمين بالاعتداء على مدير إحدى المدارس بمحافظة الطائف ، بمطاردته حتى اصطدم بعمود كهرباء، ثم انهالوا عليه بالطعن والضرب ، بداعي أنه قام باستحداث طابور صباحي ثان للمتأخرين عن الطابور الأساسي ، وقد همس له بذلك أحدهم حينما تركوه مضرجاً بدمائه! هذه الاعتداءات يجب الوقوف عندها من الجهات ذات العلاقة ؛ لبحث السبل الكفيلة لتجنبها ؛ فنظام ساهر لم تتم توعية قائدي السيارات قبل تنفيذه ؛ فكان الأجدر أن يُعمل بالنظام بإشعار قائد السيارة المخالف فقط دون تطبيق الغرامة عليه لفترة من أسبوع إلى شهر ؛ حتى يتعرف المخالف على مخالفاته ، ويأخذ الحيطة لنفسه قبل أن تُنفَّذ بحقه العقوبة. أما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي دائمة التطوير والإصلاح في أجهزتها ، وإذا كان هناك بعض الأعضاء الذين يسيئون لسمعتها فيجب معاقبتهم وإبعادهم من الميدان ، والاستماع إلى الجانب الآخر ، وردم الهوة بين العضو والمواطن ؛ فالكلمة الطيبة صدقة. أما المعلم فليس لدي كلام أقوله إلا جملة واحدة (أعيدوا للمعلم هيبته ثم حاسبوه) ؛ فقد كُتب الكثير عنه ، ولم يُلتفت لكل ما كُتب. ------------------------------------------------- مدير مكتب صحيفة عكاظ بمحافظة الطائف (سابقاً) كاتب بصحيفة سبق الإلكترونية (حالياً).