عندما قرأتُ في (سبق) خبر الجثث التي وضعها حرس الحدود بجازان في (الفريزرات) تذكرتُ إحدى حلقات مسلسل رمضاني عُرضت قبل نحو عقد ؛ حيث تحدثت الحلقة عن موت عامل مزرعة يعمل لدى أحد أصحاب المزارع ، عندها بدأ كفيله في إجراءات ترحيل الجثة ، فلما أخذت الإجراءات وقتاً طويلاً ، وعجز عن تسديد رسوم ثلاجة الموتى ، اضطر لتخزين الجثة في (فريزر) المنزل!! وفي اليوم التالي أعدت زوجته وجبة الغداء ، وعندما اجتمعت الأسرة على طاولة الطعام سأل الرجل زوجته عن كيفية شراء اللحم فقالت : (هذا من لحم القعود الذي أتيتَ به البارحة)!! كثيرة هي الأسئلة المحيِّرة التي يجب أن تُطرح حول هذا الموضوع ؛ فحرس الحدود نفى قصة الجثث من الأساس ، ولكن صحيفة (سبق) أكدت القصة بل ذكرت أن مخالفين لأنظمة الإقامة هم من ساعدوا في نقل الجثث بعد بقائها شهرين داخل (الفريزر) وظهور التعفن عليها!! فلماذا لا نعترف بالخطأ بدلاً من نفي حدوثه؟!! قضية أخرى تثير الحيرة ، جرت وقائعها في جازان أيضاً ، وبالسيناريو نفسه تقريباً ؛ فقبل أسبوعَيْن انتشر خبر عن إصابة 18 نزيلاً في إصلاحية جازان بمرض الجرب -وهو مرض أكثر ما يكون انتشاره في الإبل، لكنه يصيب الإنسان أيضاً- حينها سارع القائمون على الإصلاحية بإعلان أن المصابين ليسوا مواطنين بل من مخالفي أنظمة الإقامة التابعين لإحدى الدول العربية!! وفي اليوم التالي أكدت صحيفة عكاظ إصابة مواطنَيْن اثنَيْن في الإصلاحية نفسها بالمرض ذاته!! ليتكرر خطأ عدم الاعتراف بالخطأ للمرة الثانية!! ويبقى السؤال : الجهات الأمنية في جازان تقبض على مئات الآلاف من المتسللين العرب والأفارقة سنوياً ، فهل يعني إصابة مواطنَيْن بالجرب أن الإصلاحية تقوم بحشر المخالفين مع المواطنين دون فَحْصهم صحياً؟!!