شدني الحوار الذي بثته (العربية) مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل ، والذي تحدث من خلاله عن مختلف القضايا الساخنة والجارية بصراحة و (منطقية) وهو الأهم ، فالحوار تسامى أحيانا وضرب بالإقناع والتوضيح الحقائق الغائبة أو المغيبة أحيانا! (الرؤية المستقبلية) عنوان عريض لصيغة استراتيجية حملتها أجندة أمير الرياضة والشباب ، اتضحت بنقاط تدور حول التطوير وإعادة الهيكلة الإدارية تارة بشكل يدعو للاطمئنان حول ما يجري ببيئة العمل تلك المنظومة وفق آليات عمل فنية متخصصة كالتي تجري عالميا ، تحقيق طموحات الشباب هدف آخر ، وتطوير بيئة الملاعب الرياضية وبناء أخرى جديدة زيادة عن الأكاديميات صورة من صور العمل المستقبلي الذي يستهدف البنية التحتية ورعاية المواهب وتنميتها! ولعل الشأن الأكثر موضوعية تساؤل الأمير ، الذي ربما حرك معه مياه البيئة الرياضية الاستثمارية الراكدة بمحيط شركات الهواتف الجوالة ، نعم (أين البنوك؟!) ، و (أين الشركات البترولية؟!) ، تساؤل مللناه يا أمير كما جافته موادنا الصحافية من كثرة الطرح والتكرار وبلا جدوى بخصوص عزوف تلك الجهات عن الخوض بمحيط الرياضة كعمل استثماري جاذب لا طارد للمستثمرين؟! والمبهج وما يدعو للتفاؤل البحث عن الصيغ المناسبة لتفعيل فرص احتراف اللاعب السعودي خارجيا والقيام بعمل استراتيجيات جديدة كعقد شراكات مع أندية أوروبية أو (تسويق للاعب) بشكل مدروس ومخطط له، وذلك شاهد على المؤشرات الإيجابية والإضاءات الحيوية التي يسعى الأمير لتعزيزها مستقبلا ببيئة العمل الرياضي بالمملكة ، وشاهد أكثر على رؤى وطموحات الأمير الشاب (المسؤول) الذي يسعى لتحويلها لواقع! العلاقة مع الإعلام وإدارة العلاقة مع الإعلاميين معروف بأنها تدور حول قبول النقد الهادف البناء والدعوة إليه ، لكنني سأركز على -ما بين السطور- وهو التركيز على الأخطاء أو (تصيدها) والتركيز على السلبيات فقط والرؤية الواحدة! من حق المسؤول أيا كان أن يرى فاتورة عمله كاملة عند التقييم المفترض بأن يكون شاملا لمختلف جوانب العمل ، ومن غير المنصف ولا المجدي أن يركز النقد على السلبيات فقط كما أنه غير مناسب مهنيا ولا معنويا تقنين نتيجة العمل بإطار واحد لا يرى سوى الصور القاتمة ولا يبحث سوى عن التجريح والهجوم والتشويه بعين واحدة لا تبحث سوى عن (الإثارة) في مقابل المال أو (طلب الرزق) ومن الباب الخلفي!! وللأسف فإن تلك النماذج موجودة -البعض- بيننا مما يفعل من انعدام الرؤية التي توصف بالضبابية داخل البيئة الإعلامية الرياضية بشكل (منفر) وطارد للبيئات الأخرى، خاصة الاقتصادية أو الاستثمارية التي تفكر بالعقل والمنطق لا بالعواطف والألوان كبيئتنا الرياضية لدرجة فقدت معها حتى الثقة في بعضها بعضا! وأصبحت كالداء أو الوباء لغيرها فأصبح تجنبها بغية البعد عن سيف إعلامها الجارح أو القاطع وأحيانا القاتل خيارا ، وهذه حقيقة! الأجمل التأكيد على مبدأ الاختيار ، ولن أسميه انتخابا ، كونه يدعو لحرية الأذهان ومنطقية التكليف وقناعة المسؤول الباحث عن المصلحة العامة وأصوات وتأييد واختيار الناخبين ، وذلك قمة التواضع والتسامي! أما بالنسبة لشؤون المنتخبات وإدارتها و (ريكارد) وغيرها ، فأعتقد أننا جميعا معنيون يا سمو الأمير بالعمل على تأطير جوانب التطوير المختلفة والمشاركة بدعم الرؤية الإيجابية بالمنتخبات وذلك لا يتنافى مع مبدأ التخصص والمسؤولية.