في لقاء له على قناة بداية ، وأثناء حديثه في برنامج يسلِّط الضوء على مجاعة الصومال ، دخل الشيخ سعد بن عبدالله البريك في نوبة بكاء وهو يناشد قادة هذه البلاد وأهلها المسارعة في إنقاذ إخواننا الذين يموتون في الصومال ؛ لعدم توافر الغذاء!! لقد بكى الشيخ سعد البريك ، وحُقَّ له أنه يبكي!! لأن ما يحدث في الصومال مأساة بكل المقاييس ، وكارثة بكل ما للكلمة من معنى!! لقد تناقلت وسائل الإعلام صوراً ومشاهد حية للشباب وهم يزحفون على بطونهم من الجوع ، وللجثث التي تناثرت على جوانب الطرقات ، وللرجال والنساء الذين أصبحت أجسادهم جلوداً على عظام!! وللبهائم التي هلكت بسبب الجفاف وقلة الأمطار!! فالصوماليون اليوم لا يطالبون بمنازل تؤويهم ولا ملابس تكسيهم –مع حاجتهم لذلك- بقدر ما يتمنون على إخوانهم من المسلمين أن يمدوهم بكسرة خبز ، تبقيهم على قيد الحياة ؛ حتى يبدأ موسم الأمطار ، ويأتي الله بالفرج!! لمثل هذا يذوب القلب من كمد=إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ! من المعروف أن لشعب السعودية الوفي وقفات لا تُنسى ، وليست الحملات الشعبية التي كانت تنطلق من بلادنا الحبيبة لإغاثة المسلمين في البوسنة والشيشان وباكستان وإندونيسيا والنيجر وغيرها عنا ببعيد ، وإذا كانت هذه الدول تبعد عنا آلاف الأميال فإن الصومال لا يبعد عن حدودنا مرمى حجر ، حتى أن من أبنائه مَنْ يعبر الحدود ليصل إلى أرض السعودية بحثاً عن القوت لقربهم منا ؛ فهل سنقوم بحقهم علينا بوصفهم مسلمين وجيراناً؟!! لقد تبرع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله وأطال في عمره- بمبلغ ستين مليون دولار ، ولكن هذا لا يعفينا من المسؤولية ؛ فكل منا سيُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؛ فهل سنسارع بمد يد العون لإخواننا في الصومال أم نتركهم يموتون بسبب انعدام كسرة الخبز؟!!