شوارع جدة وتواجد الجوازات سؤال طرحته هنا قبل سنوات مراراً وتكراراً ، وذلك كسؤال يفرضه واقع الشارع بالأمس واليوم وربما غداً إذا بقي الحال على ماهو عليه ، فالميدان كان يومها ولا زالت معه الحيرة تعلو كل وجه سيما في أمور مهمة قد يراها البعض ثانوية خاصة ظاهرة تسيب العمالة وتواجدها غير النظامي بشكل مهول جهاراً نهاراً دون مبالاة أو خوف من نظام،حتى إننا أصبحنا نعايش أسواقاً مؤقتة تقام في الأحياء يميزها عن غيرها أن جميع من يمارس البيع فيها من مخالفي نظام الإقامة من جميع الجنسيات ، كذلك وعلى مرأى ومسمع من رجال الجوازات هنالك جيوش جرارة فجر كل يوم من النساء والأطفال تسرح وتمرح في كل شارع تنبش حاويات النظافة دون مساءلة رغم ما تخلفة تلك الممارسات من تأثير على البيئة بشكل لايخفى على أحد ، هولاء وغيرهم كثير آمنوا العقاب فأساءا حق الإقامة فكانت الآثار السلبية أكثر من أن تحصى وذلك على حساب أمن وأمان من على هذا الثرى المبارك سواء من المواطنين أو الإخوة المقيمين الذين يجدون في المملكة وطناً ثانياً لهم ، والذين يتذمرون من تلك الممارسات التي لم يعد يخلو منها شارع أوحي ، حتى إننا نقرأ شبه يومي عبر الصحف أن كثيراً منهم أصبح يشكل مجموعات تسهم بشكل مباشر في كثير من سرقات السيارات والمحلات التجارية والمنازل. إن مانشاهده من باعة متجولين أو غسالي السيارات أو حمالين لاشك أنهم مخالفون تحت أي ظرف من الظروف وجميعهم لايخرجون من مخالفة أو أكثر من المخالفات الصريحة التالية (1) متخلفو عمرة أو حج أو زيارة أو عبور أو تسلل (2) مخالفون لنظام الإقامة بالهروب من كفلائهم وممارسة تلك المهن (3) مخالفون لنظام العمل بمزاولة مهن غير ما استقدموا من أجله.. ثم الأهم هل نحن بحاجة إلى باعة بطيخ أو أحذية أو مناديل وتصوير مستندات أمام الجوازات ومكتب العمل والمراكز التجارية والمرافق الحكومية و كذلك بيع لعب أطفال أو خلافه أو حتى حليب نوق وذلك في كل اتجاه نسلكه ؟ ولعل ما يجعل تلك المخالفات تشكل ظاهرة بل وتستفحل في كثير من الأحياء والميادين هو أنهم وكما أسلفت أمنوا العقاب وسلبية بعض المرافق وقلة قليلة من المواطنين ، بدليل أنهم يمارسون مخالفاتهم أمام الملأ وفي رابعة النهار ، ثم أنهم يصطحبون كميات كبيرة غير قابلة للتنقل دون خوف من عقاب أو مساءلة ، وهذه المخالفات الصريحة والواضحة تسيء فعلاً إلى تلك الجهود المبذولة ، وتشجع ضعاف النفوس على مزاولة مثل تلك المخالفات علانية،وتنسف كل ركائز مايسمى بالأمن الوقائي ثم بالتالي تعكس بظلالها الكئيبة على تلك التوجهات الصادقة. والغريب العجيب أن الجوازات تطالب المواطنين والمقيمين بالتعاون معهم بكشف أولئك المخالفين وهم مكشوفون بل حتى أمام وعلى مداخل الجوازات فمثل هذه المخالفات تتطلب المتابعة الجادة والشمولية التي تلغي تواجدها ولو بصورة معقولة ، لأن تواجدها كما أسلفت يبتر تلك الجهود ، ثم دليل قاطع على أن هنالك هفوات يجب عدم التساهل معها ، ويتطلب الأمر ضرورة تكثيف الحملات ومفاجأتها كي يشعر الجميع بهيبتها وحتى لا يفقد رجل الدوريات الأمنية الراجلة والراكبة و رجال ودوريات الجوازات هيبتهم أمام هذه السلبيات القاتلة .. هكذا كانت شوارع جدة ولا زالت وهي صورة مصغرة لبقية مناطق المملكة ونأمل أن يولي هذا الجانب أهمية ، لتجنب الكثير من الإشكالات التي تسيء إلى نصاعة جهود منسوبي هذا المرفق الهام والحيوي والتي عادة ماتتسم بالجدية والإبهار الذي هو مثار تقدير واحترام الجميع ، هذا وبالله التوفيق.