نور في المنتخب .. نور خارج القائمة .. نور وصل، نور غادر .. قضية لاعب هي أشبه ما تكون بالمسلسلات المكسيكية ، تلك المسلسلات التي تصيب بالغثيان. المؤسف أن بعض الطروحات سواء مكتوبة أم منطوقة اختزلت المنتخب واختزلت نجاحه والعكس في لاعب في حين الذي نعرفه من خلال تاريخ كرة القدم أن أي منتخب يعتمد على لاعب ليس بمنتخب كما أن أي فريق ترتكز كل قوته في نجم ليس بفريق. تحدث البعض عن محمد نور وعن غيابه وحضوره أكثر من حديثه عن المنتخب بل إن وسائل إعلامنا المختلفه اعتمدت على أن يصبح هذا اللاعب المانشيت والمضمون وجوهر الكلام المكتوب ليس من منطلق تحليل واقع المنتخب فنياً وإنما من منطلق التركيز على إثارة ليس لها (سنع). ها هو محمد نور يعود للقائمة حاله كحال أي لاعب يُختار من قبل ريكارد فأين الحرب الضروس التي تحدثوا عنها وروجوها وسعوا من خلالها لتفتيت الحقيقة وتشويه صورتها ؟ سنوات ونحن نعاني من ديباجة التعصب ، نهتم بلاعب النادي ونتجاهل حق الاهتمام بالمنتخب وما قضية نور سوى الدليل الذي يؤكد ويصادق على أن الانتماء للأندية بات يطغى كثيراً على المنتخب ومصلحته. مؤسف أن يصبح تركيز الإعلام الرياضي على فئة المتعصبين وعلى مداد ما يسكب من الإثارة ذلك أن التعصب والمتعصبين والبحث عن أوراق ما يحملونه من الإثارة لم يجد نفعاً في الماضي ولن يجدي نفعاً في المستقبل بل على العكس تماماً فالتعصب للنادي وللاعب المفضل على حساب المنتخب واقع مرير يجب أن نتجاوزه ونبدأ في تهيئة مناخ صحي لطروحات مقنعة مفيدة يستفيد منها الكل لا أن تقتصر على مقولة (ما يطلبه المتعصبون). أما عن المنتخب ومهمته أمام تايلاند فمن الضرورة أن يستوعب ريكارد واللاعبون حصيلة تلك الأخطاء التي حطت برحالها في لقاء أستراليا والتي ساهمت في هزيمة قاسية لم تكن في الحسبان. فالمنتخب فنياً ومعنوياً يحتاج وينتظر المزيد من الجهد سواء من ريكارد أم سواء من قبل إدارة الأخضر كون هذه الأخيرة مطالبة بتسخير كل الإمكانات من أجل إخراج اللاعب السعودي من مرحلة الإحباط والزج به في مرحلة الثقة والتحدي والإصرار على التعويض.