احترم الأمير نواف بن محمد رئيس اتحاد ألعاب القوى، وأقدر عمله كرجل يسعى لتحقيق النجاحات في مضمار هذه اللعبة ، إلا أنني فوجئت كغيري مؤخرًا ببيان إعلامي رسمي من البعثة المرافقة لمنتخب ألعاب القوى المشارك في بطولة العالم الثالثة المقامة في مدينة دايجو الكورية ، يصف النجم العالمي في اللعبة ولاعب منتخبنا لألعاب القوى محمد شاوين بالجبن والفشل ، كونه خرج من سباق 1500 متر دون نتيجة إيجابية كما قرأت في صحيفة قول أون لاين الإلكترونية ، مع أن نفس اللاعب سبق له أن حقق أفضل النتائج لألعاب القوى السعودية في منافسات قارية وعالمية سابقة ، وعندما لم يحالفه التوفيق هذه المرة صدم وصدمنا نحن بهذه اللهجة المستغربة التي من المؤكد أنها ستدفن موهبة في بداية طريقها ، وهي نفس الموهبة التي وجدت الإشادة من اتحاد اللعبة بعد تشريفه الوطن ، وسبق لها أن استهلت مشوارها بتحقيق نتائج مبهرة ، وتم تكريمه في ناديه أكثر من مرة ، ولا أدري إن كنا نتعامل مع المواهب والطاقات المميزة كآلات يجب أن تحقق أفضل النتائج دائمًا ، وإلا فإنها ستجد التقريع واللوم المؤدي إلى الإحباط ، وحقيقةً لم أعتد هذه اللغة لدى اتحاد ألعاب القوى ، ولابد أن يفيدنا زميلنا خالد الدلاك عن سر هذا الهجوم اللفظي على أحد أبطال اللعبة ونجومها العالميين ، وكيف نريد من هذا البطل أن يعود إلى مستواه وإلى نجوميته وهو يجد في بيان رسمي منسوب للبعثة ما محتواه (ولكن مايتأكد منه أن ظهر بشكل لاعب مبتدئ لايعرف أبجديات اللعب ولاطريقته ، ورفض الحديث لرجال الإعلام بطريقة خلت من اللباقة والمجاملة ، كما أن البيان احتوى على عبارتي الفشل وعدم الشجاعة في المواجهة). وهنا بودي أن أتساءل أسئلة بريئة ربما نصل من خلالها لمحاور نقاش: لماذا هذه اللهجة القاسية ضد بطل عالمي يمثل الوطن ؟ وهل كل النجوم العالميين الذين حققوا أرقاماً قياسية وغابوا عن منافسات عالمية ولم يحققوا نتائج إيجابية واجهوا نفس التقريع واللوم غير المبرر ؟ وهل علم من صاغ هذا البيان أنه يتحدث عن منافسة رياضية متجددة ولاتستند إلى الترشيحات بل على الإعداد السليم والتأهيل المعنوي والفني، وهنا نضع خطوط حمراء حول إعداد اللاعب وتأهيله ، وهل سياسة اتحاد اللعبة ستستمر نحو نجومنا في حال الإخفاق ، أم أنها حالة عابرة أو موجهة ضد نجم معروف سبق أن نال الإشادة على أعلى المستويات وهو لازال في مقتبل العمر ؟ أنا متأكد أن الأمير نواف بن محمد لن ترضيه هذه اللهجة القاسية في بيان رسمي كونه رجلاً خبيراً في مضمار ألعاب القوى ويهمه نجوم اللعبة ، وكما أخفق شاوين اليوم فهو قد شرف الوطن بالأمس وسيشرف الوطن مستقبلاً امتدادًا لهادي صوعان وسعد شداد وغيرهم من الأفذاذ الذين سطروا في الماضي أروع الإنجازات ، ومن المهم لأي اتحاد لعبة المحافظة على نجومه ودعم استمرارهم والاستفادة من تجارب الآخرين في التعامل المعنوي مع النجوم حتى يستطيعوا تكرار الإنجازات والخروج من حالات عدم التوفيق في بعض السباقات، وهو أمر طبيعي يمر بالنجوم في كل الألعاب وبالأخص في لعبة ألعاب القوى في العالم أجمع ، فليس هناك نجم عالمي يفوز بكل المنافسات والألقاب .. وإلا فلن نشاهد أجيالاً جديدة ولا أرقاماً جديدة ، ولشاوين أوجه رسالة: استمر في مشوارك فأنت بطل عالمي وقاري ومن أفضل اللاعبين الذين مروا على اللعبة.