* اصبحت إشارات المرور مكاناً آمناً للمتسولات ، وأطفالهن على مدار الساعة مما يزيد من ارهاق ، ونرفزة أعصاب السائقين الذين لا يعرفون حتى هذه اللحظة متى ، وكيف تنتهي هذه الاختناقات المرورية ، ومتى تنتهي معها هذه المضايقات ، وهذه التحديات التسولية ، ولا يعرفون أن كانت هذه الاختناقات المرورية عند الاشارات سبباً في نجاح عمل المتسولات بأطفالهن ، أم أن غياب التنظيم عند الاشارات هو السبب ، أو أن غياب الرقابة على المتسولات ، وأطفالهن هو السبب ؟ وبما أن كاميرات ساهر تراقب السائقين ، وتُعاقبهم بالجزاءات ، والغرامات فوراً فلماذا لا تتولى (جزاها الله خيراً) تصوير المتسولات واهداء صورهن للجهة المختصة لتتولى بدورها علاج هذه الظاهرة المستفحلة بعد حصولها على (صور ساهر) التي لا تقبل الشك ، أو التزوير. خطرت على بالي هذه (الفكرة) وأنا أشاهد تدفق المتسولات ، وأطفالهن عند الاشارات المرورية ليل اً، ونهاراً دون راحة مما يثير أعصاب السائقين ، ويُشتت انتباههم ، وتركيزهم اثناء (الوقوف الممل) عند هذه الاشارات ، وهل يُركزون على موعد فتح الاشارات ، وتداخل السيارات مع بعضها البعض ، أم ينتبهون لمحاولات ، ومطالبات المتسولات ، وأطفالهن ؟ وعلى الاقل إذا لم تنجح عمليات التصوير والمراقبة ، التي ستقوم بها كاميرات ساهر باعتبار ان ساهر لن تحرر لهن (مخالفات تسوّل) كما تفعل ذلك بمنتهى القوة مع السائقين دون مراعاة لأوضاع الشوارع (الملعبكة ، والمشعبكة) فإن شعور المتسولات (أو من يُدير شؤونهن) بهذه المراقبة سيدفع بهن إلى مراجعة حساباتهن ، وتنظيم صفوفهن في مواقع بعيدة عن الخطر ، أو البحث عن عمل أفضل من التسول ليرتاح السائقون من هجماتهن ، أو يتفرغون لمواكب (الطائشين ، والمساطيل) الذين يقفزون بسياراتهم نحو إشارات المرور ، ويتحولون بها من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ، والعكس ، ويربكون حركة السير ، ويتسببون في وقوع الحوادث ، وارتفاع حصيلة المخالفات المرورية ، وحريق الاعصاب المستمر خاصة عندما (تنحشر) السيارات وسط الحفريات ، والكتل الاسمنتية ، والبراميل ، والحديد ، ويُصبح السائق في حالة لا يُحسد عليها بسبب كل ما يجري من أعمال ، ومشروعات مضت عليها سنوات ، وكل يوم تزداد تعقيداً .. أخيراً نقول للساهر: رفقاً بالسائقين المغلوبين على أمرهم بسبب أوضاع ، وأحوال الشوارع المقلوبة ، وبسبب غياب عقول كثير من السائقين ، وبسبب عدم وجود احترام لأنظمة المرور (لا من قريب ، ولا من بعيد) بدليل هذه الاختناقات ، وهذه الانطلاقات عندما تحين الفرصة ، وبدليل هذه النسبة المتزايدة في أرقام الحوادث ..! نموذج صارخ نراه أمامنا كل لحظة عند اشارات المرور وهو (زوال) العلامات الصفراء الخاصة بمرور المشاة ، وصارت هذه العلامات حقاً مشاعاً لوقوف السيارات فأصبح المشاة عُرضة للخطر ، ومن يُغامر بنفسه لا يلوم إلا نفسه. لقد أصيبت شوارعنا بالحول ، وأصيب سائقونا بالحول ، وكل ما نرجوه إلا تُصاب (كاميرات ساهر) هي الأخرى بالحول أيضاً .. المهرجان * حتى الآن نُشر (88) مقالاً عن قيادة (منال الشريف) لسيارتها بين مقال (حماسي) ومقال (دفاعي) ومقال (عاطفي) .. وظهر (56) تصريحاً ، و (43) حديثاً تلفزيونياً ، و20 تحقيقاً صحفياً ، ومازال في الوقت مُتسع لمزيد من التصريحات ، والأحاديث .. إمرأة واحدة قادت سيارتها بوجه غير نظامي أقمنا لها مهرجاناً من المقالات ، والتصريحات ، والأحاديث ، وشاركت فيه كل وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة ، والمرئية ، ومازال الحبل على الجرّار ..