ربما تأخذك الدهشة بعيداً ، حين تسمع الخبر يذاع ذات صباح أن حاكم ولاية نيويورك السابق (ديفيد باترسون) قد بادر بدفع غرامة مقدارها أكثر من (62) ألف دولار تفادياً لإدانته بجريمة الحنث باليمين. مشكلة حاكم ولاية نيويورك ، أنه حضر المباراة العالمية لفريق (يانكي) دون أن يدفع ثمن التذاكر في الوقت الذي لم يكن في حضوره المباراة راعياً لمناسبة أو نشاط ، بل كان متفرجاً فقط. لم تكن تذكرة فحسب بل خمس تذاكر ، له ولابنه وصديق ابنه ، واثنين من الموظفين ، وكان ضمن مبلغ الفدية الذي دفعه كي ينجو من التهمة وما وراءها ، ألفا دولار ثمن التذاكر ، وبقية المبلغ هي الغرامة ، أي أكثر من (60) ألف دولار. هيئة النزاهة العامة اتهمت الحاكم في العام الماضي بمخالفة القواعد الأخلاقية حين ناقض كلام موظفيه مدّعياً زوراً أنه كانت لديه النية لدفع قيمة التذاكر. في الحقيقة هو دفع قيمة تذاكر الدخول له وللموظفين لكن بعد أيام من حضور المباراة ، لكن هيئة النزاهة العامة لم تكن راضية عن السلوك غير الأخلاقي الذي لجأ إليه حاكم الولاية ، واعتبرته بذلك متهماً وربما تتحول القضية إلى جنائية لو قدّر لها أن تقام. خمس تذاكر دخول مباراة بألفي دولار ، كان من الممكن أن يبتهج النادي بل والملعب والحضور بتشريف الحاكم المباراة ، لكن الخطوط الحمراء التي ترسمها شفافية الوظيفة العامة والمال العام في الأنظمة الديموقراطية تجعل الحاكم جانياً ، لأن (الغلول) واضح المعالم في دخوله الملعب دون دفع قيمة التذاكر. إنه درس بسيط من دروس حرمة المال العام في العالم المعاصر ، لكن الإسلام سبق إلى ذلك في تحذير شديد واضح للرسول عليه الصلاة والسلام (أما بعد ، فما بال العامل نستعمله ، فيأتينا فيقول : هذا من عملكم ، وهذا أهدي لي ، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر : هل يهدى له أم لا ، فوالذي نفس محمد بيده ، لا يغل أحدكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه ، إن كان بعيرا جاء به له رغاء ، وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار ، وإن كانت شاة جاء بها تيعر ، فقد بلغت). فقال أبو حميد : ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه).