مسألة أن تتفاوت الآراء المطروحة حول الأهلي مسألة إيجابية هكذا يراها العاقل أما أن تتحول هذه الآراء أو جزء منها إلى تصفية حسابات واتهامات ومحاولة تضليل فهنا تبدو المسألة جريمة أولاً بحق الإعلام وثانياً بحق كيان امتهن الوفاء واستنار بنوره ، بل إن الوفاء بات بالنسبة لكبار الأهلي العنوان العريض في مضمون النهج العام الذي تعلمناه من مدرسة رمز الأهلي وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز. هكذا تعلمنا أما الذين يرمون إلى ما هو أبعد من الانتقاد فالتاريخ وأوراق التاريخ لا تزال تحفظ ماذا أفرزت أفعالهم قبل أقوالهم بحق هذا الكيان الكبير اسماً وجمهوراً وتاريخاً. بالأمس وعبر قناة الجزيرة الرياضية لن أكرر ما قيل حول الأهلي لكنني من منطلق توضيح الحقائق بودي أن أسأل الكابتن محمد عبدالجواد عن دوره كأهلاوي ماذا قدم لهذا الكيان منذ أن كان لاعباً وإلى هذا اليوم الذي بات فيه منظراً ؟ أسأل عن تلك السنوات التي لم يحمل الأهلي طيلة وجوده بطولة وأسأل أكثر عن محاولاته الدؤوبة التي قدم الإغراءات فيها للسويد وللبرازيلي ديمبا ولقائمة أخرى بذل من أجل رحيلها من الأهلي الغالي والنفيس. أحترم الكابتن محمد وأحترم قناعاته لكنني برغم ذلك لا أجد ما يمنع من التأكيد على أن الصغير في الأهلي قبل الكبير يدرك ويعي بأن أي محاولة للتضليل مهما كانت ومن أي طرف لا يمكن لها أن تهزم التاريخ أو تتغلب على حقائقه. عبدالجواد يملك الحرية الكاملة في أن يقول ما يراه أسوة بكل من هم معه اليوم في مركب الإعلام لكن هذه الحرية لا تخول له ممارسة حق الإسقاط في قناة كبار قدموا الغالي والنفيس من أجل الأهلي وإذا ما أراد أن يشخص قضية ما حل بالفريق نتائجياً فالتشخيص يجب أن يرتكز على الحقائق لا على الاتهامات. قد يفسر مثل هذا الحديث على أنه بذرة زرعت في أرضية خلاف شخصي مع الكابتن محمد عبدالجواد وبالتالي ولكي أقطع دابر الشائعات أقول أحترم محمد اللاعب وأحترم محمد الناقد لكن هذا الاحترام لا يلغي الحق في انتقاد تلك القناعات التي تحدث بها أو صوب تلك التهمة أعني تهمة منعه من دخول النادي الأهلي والترويج لها من أجل استمالة قلوب الجمهور الأهلاوي مع أن قلوب الأهلاويين لا تزال تحمل الكثير الكثير عن سلبيات محمد منذ أن كان لاعباً وإلى أن أصبح سمسارا وإلى هذه اللحظة التي يتخذ من خلالها موقعاً من الإعراب في قائمة المحللين على وسائل الإعلام. الأهلي وأبواب الأهلي مشرعة بالورود للبعيدين قبل القريبين المحبين لشعاره ولم يسجل التاريخ يوماً بأن هذه الأبواب أوصدت بوجه كائن من كان لا بوجه المشجع ولا بوجه اللاعب ولا بوجه الإعلامي إلا إذا كان النادي الذي يتحدث عنه عبدالجواد ناد غير الأهلي السعودي. عموماً لست هنا بصدد صب الزيت على النار ، فما بين الأهلي ومحمد عبدالجواد أوراق حرقت بأنامله لكن وللتوضيح أختم بالقول إن الأهلي راق ، وسيبقى أكثر رقياً حتى مع المختلفين حوله وعلى محمد أن يبحث عن خيوط لعبة أخرى غير هذه اللعبة التي هزم بها تاريخه.. وسلامتكم.