لم أكن أتمنى أن يذهب الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى ال (فيفا) في قضية بسيطة كان بالإمكان ومع كل الخبرات الموجودة في لجان الاتحاد من قانونيين ، إداريين ، كرويين ، عقلاء ، وتنظيميين أن تحل داخل أروقة الاتحاد ، وحسب نص اللوائح الموجودة , خصوصا أنه يوجد نص واضح في لائحة الاحتراف ، وسواء كسب القضية التعاون أو نجران فالأمر في النهاية محكوم بنص لائحة واضحة يستطيع من صاغها أن يبين معناها ومنطوقها. أشعر بألم ونحن نسأل ال (فيفا) أو نستأنس برأيه في قضية بسيطة ، واضحة ، وموجودة في اللوائح ، ولدينا من القانونيين في اللجان عدد كبير قد يفوق عدد الأعضاء غير القانونيين. هذا الاستئناس هل سيكون ملزما؟ أم أنه فقط للاستفادة منه في المستقبل طالما أن لجنة الاستئناف قالت كلمتها وحددت قرارها أنه نهائي وملزم؟ وهل تم بعث كامل الملف والمواد الخاصة بالموضوع في لائحة الاحتراف والاستئناف والعقوبات والرأي القانوني الذي ورد للجنة الفنية من اللجنة القانونية؟ ال (فيفا) لديه من الأعمال والمشاغل ما يفوق الرد على أمور بسيطة للاتحادات الوطنية ، وتفسير نصوص اللوائح الخاصة بهم ، فكل اتحاد وطني مسؤول عن توضيح منطوق لوائحه وأنظمته وليس ال (فيفا) ، وطالما لم تصله شكوى رسمية من ناد أو لاعب أو اتحاد فرأيه في الأول والأخير ليس ملزما. ماذا لو قال (فيفا) إن الاحتجاج صحيح وإن النقاط لنادي نجران؟ كيف سيكون موقف اللجنة القانونية ولجنة الاستئناف؟ والعكس صحيح , ماذا لو أكد ال (فيفا) أن المشاركة سليمة؟ كيف سيكون وضع لجنة الاحتراف واللجنة الفنية؟ على مدى سنوات طويلة وأنا أكتب (بحكم التخصص في كتابة اللوائح) عن أهمية صياغة اللوائح بطريقة تكون مفهومة للجميع ، كل لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم مكتوبة بلغة (إنجليزية) بسيطة وواضحة ومحددة ومن النادر جدا أن تجد تفسيرا مربكا أو يفهم بطريقتين كما هي معظم مواد أنظمتنا ولوائحنا. إن وجود لوائح صحيحة وسليمة ومكتوبة بطريقة سهلة وواضحة يساعد على تسهيل أمور المسابقات ، العقوبات ، والانضباط بشكل عام ، وهذا يتطلب مرور هذه المواد على متخصصين في الصياغة ، وأن تكتب بلغة سهلة دارجة بدون تعقيدات وكلمات صعبة قد يحتاج بعضها إلى تفسير ككلمة قبل المادة نفسها. أطروحات • ألف مبروك للمجاهد المهندس محمد السراح رئيس نادي التعاون النقاط الثلاث التي كسبها في الملعب ثم كسبها في اللجان ثم صادق ال (فيفا) على هذه النقاط الحاسمة في مسيرة الفريق في دوري زين السعودي. • ما زلت عند رأيي في أن يتم التعاقد مع خبراء أوروبيين كرؤساء للجان المهمة ، والحساسة في الاتحاد لمدة ثلاثة أعوام وعندها سنصنع جيلا جديدا يستطيع قيادة المرحلة القادمة. • وما زلت أيضا عند رأيي الذي كتبته قبل عدة أعوام في أهمية تحويل اللجان ذات العمل اليومي إلى إدارة مثل لجنة المسابقات ، ولجنة الاحتراف ، واللجنة الفنية ، ولجنة المنتخبات. • القنوات الفضائية أصبحت مليئة بالغث من الأطروحات الإعلامية الرياضية التي لا تقدم ولا تؤخر في الحركة الرياضية السعودية بل إنها تؤجج الشارع الرياضي وتزيد الاحتقان , وهناك برامج أصبحت مفتوحة لكل من هب ودب ومن يفهم ومن لا يفهم في الحركة الرياضية والإعلامية ليقول ما يشاء , ويتداخل في كل موضوع وكل قضية ويناقش ويجادل , وأصبح الفضاء الإعلامي الرياضي مليئا بالغوغائية وسقط الكلام وأحيانا كثيرة سقط الفكر والتضليل. • أتمنى على بعض زملائي الإعلاميين الذين يريدون مناقشة مواضيع وقضايا رياضية في وسائل الإعلام أن يقرأوا اللوائح الدولية والمحلية لأن ما يدور أحيانا وما يطرحونه يكون مضحكا ومبكيا لأنه خارج نطاق اللوائح ويستمر الحديث عنه دون أساس صحيح له.