إيران تحاول اليوم ضم إنجازات الشباب العربي من تونس إلى بنغازي على أنها قبس من الثورة الإسلاميّة ، وبئست المرضعة !! هؤلاء الشباب خرجوا عراة ، بأعلام أوطانهم ، لا يملكون سوى الهتاف ، لم يخرجوا بالسيوف وصور مرشد الثورة وثارات الحسين . وصنعوا معجزة أغضبت امبراطورية فارس التي ظنت أن الأمة ماتت ، وأنها اللاعب الوحيد في المنطقة . لقد خدعتنا طهران في بغداد ، فدخلت من الأبواب الخلفية ، وتآمرت بعقلية ابن العلقمي على بغداد وأهلها ، وفعلت ما فعلت ، ولكن لا يلدغ ابن آدم من جحر مرتين . الذي غطى احتلال العراق بفيلق بدر ، وفتح الأجواء لذبح المسلمين في كابل وهرات ، وثقب رؤوس أبناء بغداد بالمثاقب الكهربائية ، وقتل الحجاج عند بيت الله الأمين لا ينبغي له أن يعلم الناس الحقوق ، ويتحدث عن السلام ، فالمجرم الذي يداه ملطختان بدم الأبرياء لا يمكن أن يثق الناس في حكمته عن الرحمة . قررت إيران بعنصريتها المقيتة وأحقادها الدفينة أن تكون علامة فارقة في التاريخ وسيكون لها ذلك ، لكن إيران لا تعلم أنها كلما أوغلت في حقدها وطائفيتها زادتنا إصرارًا على تلاحمنا ، وتمسكنا بمبادئنا ، واستبسالًا في الدفاع عن قضايانا ، فلن ترهبنا السيوف ، وإثارة الصغار ، لقد قالها غاندي للحاقدين الذين تآمروا على بلاده: إن الإنسان يتسع أفقيًا ، ويتعمق عموديًا كلما جوبه بالحقد . إن حادثة البحرين يجب أن توقظ التاريخ من غفوته ، فجزر أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى جزر اماراتية ، ويجب فتح الملف ومساندة الامارات بكل قوة لاسترداد حقوقها ، وإن أعمال فيلق بدر ، وعصابة حسين الحوثي في اليمن ، وابتزاز حزب الله في لبنان يجب أن يعلمنا أن الأماكن الفارغة حين تترك لا بد أن يأتي من يملؤها ، ولدى إيران نقاط ضعف يمكن ملؤها ، والبادئ أظلم . حادثة دوار اللؤلؤة درس يجب ألا ينسى ، وتغيير تسمية دوار مجلس التعاون إلى دوار الشهداء فصل من فصول الثقافة الفارسية التي بدأت تتغلغل في مؤسساتنا ، وتخرج لنا غلمان أشأم كلهم ، كحمالة الحطب جمعية الشقاق السري والوفاق العلني . والخروج من هذا التيه لن يكون إلا بأمرين اثنين: 1- العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع ، وتجفيف منابع الحقد والطائفية ، وإيجاد أنظمة صارمة تجرم الاستقواء بالأجنبي ، وتنفيذ أجندته ، ونبذ الثقافة العشائرية التي تصف مواطنًا بأنه مجنس وآخر أصلي فالمواطنة إنجازات وليست شارات والحاضر غير الماضي ، فما سكت عنه الجيل الماضي لن يسكت عنه الجيل الجديد .. وهذا من شأنه قطع الطريق على تجار الحروب ، ومروجي البضاعة الفاسدة الذين يسرقون الأوطان باسم العائلة أو القبيلة ، وبناء أنظمة رقابية صارمة تقول لكل مواطن كائنًا من كان: من أين لك هذا ؟ 2- بناء قوة ردع خليجية ، فالمستقبل شديد الحلكة ، والعالم اليوم لا مكان فيه لثقافة التواكل ، وانتظار الدعم من الخارج ، والأحداث أثبتت أن أول من يتخلى عن الحاكم العربي من زينوا له سوء عمله فرآه حسنًا من لصوص الخارج وقوارض الداخل ، ومشاهد الابتزاز وتقافز البطانة في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين جزء من دراما سوداء .