سقطت في الفترة الأخيرة ؛ أنظمة سياسية ديكتاتورية ، وأزيلت قيادات عربية مستبدة ؛ استعبدت شعوبها ، واستعمرت عقولها ، وأذلت وجودها ، واستغلت ثرواتها ، وأعاقت تطورها ، وقضت على طموحاتها. اقرؤوا تأريخ صدام حسين ونظامه البعثي في العراق ، وسيرة زين العابدين ؛ ونظامه الليبرالي في تونس ، ومسيرة حسني مبارك ؛ مع نظامه العلماني في مصر ، سقط هؤلاء وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ، وسيسقط بعدهم -بأمر الله تعالى- المجرم / معمر القذافي ونظامه الاشتراكي البائس. لقد أهلكهم الجبار ؛ كما أهلك الرؤساء الذين من قبلهم ؛ هتلر وستالين وموسوليني ، وسينهار كل رئيس مخالف لمنهج الله تعالى ، وكل حاكم معارض لشريعته في هذا الكون ، (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) ، رواه البخاري ومسلم. إن هؤلاء الحكام أزيحوا بكل الذل والإهانة -ولا كرامة- لم تمنعهم قصورهم ، ولا أموالهم ، ولا جنودهم ، ولا إعلامهم ، ولا جبروتهم ، ولم تنفعهم أعمالهم التي بذلوها ، ولا المشاريع التي نفذوها ، ولا الصفقات التي عقدوها ، ولا المعاهدات التي وقعوها ، ولا العلاقات التي أقاموها ، ولا التنازلات التي قدموها ، ذلك لأنها لم تكون من أجل الله تعالى ، ولا في سبيل الله تعالى. كان منهج هؤلاء الطغاة هو السحق والخنق ، والترهيب والتركيع ، وكان شغلهم الشاغل بناء القصور ، وجمع الأموال ، والاستحواذ على الخيرات ، وكانوا يحرصون على أخذ الجباية من شعوبهم ، وإشغال أجهزة الأمن بحمايتهم ، ووسائل الإعلام بتمجيدهم ، وكان لهم الأمر والنهي حتى في أحكام القضاء ، ولم يجد من خالفهم ، أو عارض جبروتهم ؛ إلا القمع ، أو السجن ، أو القبر. ثم هاهي شعوبهم المقهورة ؛ التي صبرت سنين طويلة ؛ على الذل والظلم ، والرعب والفاقة ؛ فإذا هي تثور عليهم ، وتصرخ في وجوههم ، وتزلزل أقدامهم ، وتهدم عروشهم ، ولكن الذي أخشاه على هذه الشعوب ؛ هو مجيء رئيس أطغى وأظلم ممن سبق ، أو أن يقع بينهم مصادمات ومناحرات ، أو أن يتم تقسيم بلدانهم ؛ كما قسمت السودان. ألا ليت الحكام يعلمون ؛ أن مطالب الشعوب المشروعة ؛ هي مطالب ممكنة من كل حكومة : مساكن مناسبة ، وظائف شريفة ، خدمات متوفرة ، عدالة متحققة ، مشاركة سياسية ، حرية محترمة ، معيشة آمنة ، وحياة مكرمة ، (الأمارة أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ؛ إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذي عليه فيها) رواه مسلم وغيره.