نثق في عبد الله بن عبد العزيز، نعم. نحبه، نعم. نعول عليه بعد الله في خبزنا وصيانة كرامتنا وتأمين مستقبل آمن لأبنائنا .. الجواب أيضا نعم. لكن لو سألنا أنفسنا أو أحد سألنا : لماذا الإيجاب في الإجابة ، يأتي الجواب على قدر المعطيات المتوفرة المتعلقة بشخصية وخصال هذا الرجل ، ودونما حاجة إلى إدارة محرك البحث طالما أن بين أيدينا دلائل كثيرة ، القليل منها يجزي ويفيد. كثيرا ما اختلفت الأمم في النظرة إلى زعمائها لناحية الأداء السياسي والصفات الشخصية، ولكن القاسم المشترك بينها جميعا هو مقياس القيم الذي اعتمدته الدراسات والاستفتاءات الباحثة في تصنيف قادة التاريخ كافة، ومن أبلغها ما سجله كوزس وبونسر في كتابهما «القيادة تحد» حين أعلت نتائج الدراسات البحثية في ثناياها القيم فوق جميع الخصال الإيجابية الأخرى لدى القادة الذين تصدروا قوائم الإعجاب في التاريخ. إن انجذاب الاستفتاءات العالمية الأخيرة إلى الملك عبد الله، وتصدره في القوائم العشرية الأولى كزعيم مؤثر، كان انحيازا لجانب القيم لدى هذا الزعيم العربي المسلم، وهي تلك التي لم يكتف بتأصيلها في شخصيته وعدم الحياد عنها، بل حاول بثها في مختلف أصقاع الأرض عبر الدعوة إلى الحوار والسلام وإسعاد البشرية. اليوم يؤوب الملك عبد الله إلى الوطن في وقت تعتمل فيه الساحة العربية بكل ما هو مخيف من المستقبل، وسيجد ما تركه قبل رحلة العلاج ليس على حاله من الاستقرار والثقة في القيادة فحسب، بل واحة أمن وسلام تنضح حبا وإجلالا وولاء. .. حييت ملك القيم. ---------------------------- رئيس تحرير صحيفة (عكاظ)