وكما جاءت ميزانية البلاد المالية بطفرة غير مسبوقة وفائض فاق توقعات خبراء الاقتصاد، فإن الأدب قد سجل طفرة جديدة على صعيد النتاج الثقافي بحسب الراصد الموثوق القاص الجميل خالد اليوسف. هذه الميزانية كما ذكرت المصادر: حققت طفرة في الشعر وفائضا عما سبق بزيادة (16) ديوانا عما سبق، حيث كان العام الماضي (66) ديوانا فيما وصلت عدد الدواوين الشعرية للعام المنصرم 2010م.. (82) ديوانا.. وهذا يبرهن على أن الشعر مازال ديوان العرب وسيظل متوهجا في الوجدان المحلي والعربي إلى أبد الآبدين. أما في مجال الروايات والتي أضحت مضمارا للركض العبثي، وجدارا قصيرا لبعض من عجز عن كتابة الشعر الحقيقي، فقد قفزت من 65 رواية في عام 2009م إلى أكثر من (86) رواية، في العام الفارط 2010م، وقد حققت المجموعات القصصيه طفرة كبيرة مقارنة بعامها السابق حيث صدر في عام 2010م (62) مجموعة بينما عام 2009 لم تصدر أكثر من (42) مجموعة قصصية. ونحن هنا أمام لغة الأرقام التي نجلد بها نهاية كل عام سواء على صعيد الأدب أو الاقتصاد أو الإحصائيات الاجتماعية، ولكن مايعنينا من غابة الأرقام هذه المتشجرة في كل الاتجاهات الخضراء والصفراء والغبراء، هو الكيف وليس الكم! فكم رواية مما سبق إصدارها تستحق أن تقرأ وتقتنى، وتصنف حسب المعايير الفنية على أنها عمل روائي؟! وكم ديوان شعر ينال شرف معانقة النص الشعري الحديث المتجاوز في ظل اختلاط حابل ضمور بعض الرموز الشعرية بنابل قصيدة النثر والتجريب الشعري الجديد من قبل بعض الشباب المتحمسين لهذه المغامرات الأدبية؟! نضيف إلى ذلك أن هناك وفرة في النتاج الأدبي وقلة في التعاطي والقراءة، فالشعوب العربية تصنف في ذيل قائمة العالم من حيث عدد ساعات القراءة اليومية تحت وطأة اللهاث اليومي وراء لقمة العيش، وفي عالم يضج بوسائل اتصالات ووسائط إعلامية وتثقيفية تلتهم أوقاتنا وتغنينا عن مطارحة الكتاب الورقي بحميمة رائعة .. ويكفي.