- لا تكاد تمر علينا المناسبات الرياضية الكبيرة إلا وتأخذنا هذه المناسبات ونتائجها إلى حيث الاستقراء الصحيح لواقعنا الرياضي ومستقبله. - نحلل ونتمعن وإذا ما توقف بنا المصير على حدود المقارنة بين ما يحدث لكرتنا اليوم وبين ما يحدث في اليابان وكوريا والأوزبك وتلك المنتخبات التي تجاوزت بالطموح قاع المؤخرة لترسم لها موقعاً من الإعراب في دائرة المنافسة القارية.. فالنتيجة التي سنصل إليها في معمعة هذه المقارنة كفيلة بترسيخ كل الفوارق بين من سلخ جلده من رتابة التخطيط وبين من لايزال مرهونا بمزاجية الأفراد الذين يناضلون في الأندية السعودية من أجل المجد الشخصي المؤقت وليس سواه. - اليابان.. كوريا.. أستراليا وغير هذه المنتخبات التي يبدو أنها أوشكت على بلوغ مرحلة احتكار البطولات الآسيوية، تتعامل مع كرة القدم على أنها صناعة وهذه الصناعة تحتاج إلى العمل الاحترافي المدعوم من المؤسسات والشركات والبنوك وليس من الأفراد ، كون أي عمل فردي نراه اليوم إنجازا هم هناك يرونه إخفاقا.. وهنا بالتحديد تكمن كل الفوارق وتكمن كل الأجوبة حول لماذا تفوقت اليابان ولماذا تميزت كوريا ولماذا ظلت الكرة العربية مجرد رقم على هوامش تلك المناسبات القارية التي لم يعد لنا منها أكثر من الذكريات. - قبل أن نلقي باللائمة على من يمتهن لعبة كرة القدم داخل الميادين علينا أولا توفير الأرضية الصالحة وتوفير الوسائل التي ينص عليها نظام الاحتراف كتطبيق لا كنظرية ، فالرياضة اليوم قائمة على نظام متكامل وكل جزئية في هذا النظام هي تكملة لبقية الأجزاء ، كما علينا وهذا هو المهم الأهم أن نستوعب من المنهج الفكري الذي تمسكت به تلك الاتحادات حتى نستطيع الخروج من النفق المظلم الذي تكبدنا بفضل البقاء فيه الكثير من الخسائر والكثير من الهزائم. - مشكلتنا الأزلية بدأت واستمرت ولاتزال بأسباب المفهوم الخاطىء للهزيمة، فالتشخيص ، أعني تشخيص الهزيمة يقوم أولا وأخيرا برغبة الهيجان الجماهيري والهياط الإعلامي، لهذا نجد الحلول مشلولة ومكانها لايبرح عن قاعدة المدرب وقاعدة البديل وفلسفة الوعود الوهمية. - فمنذ سنوات ونحن نكرر ذات الأسلوب والحصيلة سالبة ، وهذا دليل على أن العقول التي تفكر داخل أروقة اتحادنا الموقر ظلت معطلة اهتمت بالماضي وتجاهلت كثيرا الاهتمام بمواكبة هؤلاء المحترفين الذي تعاملوا مع كرة القدم بالأسلوب الصحيح فنجحوا وتألقوا فيما نحن للأسف الشديد لانزال مكانك راوح. - كوريا.. اليابان.. أستراليا.. أوزبكستان، هؤلاء هم المتأهلون لنصف النهائي ، أما اللقب ففي تصوري لن يخرج عن كوريا الجنوبية وأستراليا ، ليس انتقاصا من منتخب السامراي ولكن لقناعتي بأن هذه المجنونة ستنحاز لهذا الثنائي.