غادر بسيرو وعاد الجوهر والنتيجة بين الوضعين لم تخرج بعد عن إطار هذه السلبية الفنية والإدارية التي نخرت جسد المنتخب السعودي إلى أن جعلته كالمريض الذي لا يقوى على الحراك. - منذ سنوات ونحن نحلم بتحقيق منجزات على أرض الواقع لكننا لم نجد أكثر من الوهم.. ومنذ عقود والكل يبحث عن عمل يثمر لكننا في دهاليز هذا البحث الذي أنهك عقولنا وأنظارنا لم نتحصل إلا على فاجعة سوريا وكارثة الأردن تلك الكارثة التي قدمت لنا كامل الحقيقة عن منتخب واتحاد ولاعب ومنظومة رياضية تحتاج لقرار شجاع يهز أركانها حتى لا نستفيق في مقبل الأيام على ما هو أسوأ. - إلى متى والكرة السعودية التي عرفت بقوتها تبقى قابعة في مراكز هذا الوهن الذي أصابها اليوم في مقتل؟ - الكرة السعودية صاحبة الريادة والتاريخ والأرقام الكبيرة لم يتبق لنا منها إلا الذكريات أما واقع الحاضر وربما المستقبل ففيه من المأساة ما يجعلني أصرخ في أذهان المتسببين في انهيارها قائلا ارحموا التاريخ وأنصفوه وأعيدوا لنا هيبته وإلا فاتركوا المهمة لمن هم جديرون بحملها. - من يتحمل السبب فيما حل بالمنتخب الوطني في الدوحة ؟ - سؤال تناوبت على طرحه كل وسائل الإعلام من الخليج إلى المحيط أما الإجابة فهي في زحمة الغوغائيين غائبة وربما ستظل غائبة طالما أن كل الأصوات والرؤى تنحاز لردة الفعل وتجهل وتتجاهل الفعل نفسه. - منتخبنا الوطني ذهب ضحية المنهج والقرار قبل أن يذهب ضحية بسيرو وناصر الجوهر وهؤلاء اللاعبون الذين يتفننون في النضال من أجل أنديتهم في حين تتوارى كل حماستهم عندما يتعلق الأمر بمنتخب الوطن. - حتى أعضاء اللجان الذين اختارهم اتحادنا الموقر وراهن عليهم تركوا المهام والواجبات وتفرغوا لملاحقة الفضائيات واحد يحلل وآخر ينظر أما الثالث فعلاقته بصناعة وابتكار الفكر المفيد للرياضة لا تختلف عن علاقة الطالب البليد مع معادلات ورموز العلوم الطبيعية. - كفاية.. خلاص.. حرام كل هذا الذي يحدث.. أين حصيلة العمل واللجان وماذا قدم لنا فريق تطوير المنتخبات وماذا سيجنيه الأخضر من مدرب لا يفرق بين رأس الحربة وعمق الدفاع لكي يستمر أحد أبرز الأهداف الاستراتيجية للاتحاد السعودي لكرة القدم. - أما عن الأشياء الفنية التي ساهمت في خسارتنا من الأردن فهي مسئولية يتحملها اتحاد الكرة وليست مسئولية يتحملها المدرب. - رحل فينجادا وكالديرون وانجوس والجوهر وبسيرو وبرغم ذلك الوضع الفني للمنتخب يتغير ولكن إلى الهاوية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الذين يوصون بضرورة اتخاذ القرار لدى الأميرين سلطان ونواف هم الطابور الذي أكل الرياضة لحما وتركها لنا اليوم عظما وسلامتكم.