السلام عليك أيها النبي، مشروع إنساني عالميّ بدأ فكرة صغيرة تهدف إلى كتابة السيرة النبوية بطريقة مبتكرة ، وبدأت الفكرة تنمو فأصبحت فتحًا حضاريًا ، وصارت السيرة النبوية جزءًا منه. السلام عليك أيها النبي موسوعة فريدة في فكرتها ، وفي فتوحاتها العلمية ، ومن المتوقع أن تكون في (300) مجلد كما ذكر الدكتور ناصر ، والذي يمنح الموسوعة قيمة إلى قيمتها ، ويعطي المشروع بعدًا عالميًا أن الهيئة الاستشارية ضمت نخبة من علماء الأمة ومفكريها ، وعددًا كبيرًا من مفتي العالمين العربي والإسلامي. الموسوعة كتلة من الإبداع مثيرة للدهشة ، بدءًا من اختيار بنط الكتابة ، ومرورًا بالبناء المنهجي ، وانتهاء بجماليات الإخراج ، وستكون بعدد من اللغات ، وقد أبرم الدكتور ناصر الزهراني عقدًا مع جامعة الملك سعود للترجمة ، ومن المنتظر أن يكون هناك موقع للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه خطط له أن يكون أكبر موقع على شبكة المعلومات الدوليّة. ومن هذه الفكرة النورانيّة تولّدت فكرة المتحف النبويّ الذي سيكون أعظم متاحف الدنيا بعون الله ؛ لأنه من المتوقع أن يضمّ كل ما ورد في سيرة الرسول العظيم صلوات الله وسلامه عليه من الألبسة والأحذية ، والأطعمة والمشروبات ، والآنية ، والمفروشات ، وأدوات الحرب ، وما إلى ذلك. وقد اتفق صاحب المشروع مع الاتحاد العام للأثريين العرب لاختيار مواد التصنيع والإشراف على تصنيعها لتكون مطابقة لما ورد في السيرة النبوية. وحصل المشروع على قطعة أرض مساحتها (100000 متر مربع) لتكون موقعًا للمتحف بين مكةوجدة وبدأ المهندسون وأصحاب الأفكار ومحبو العطاء يتسابقون على دعم المشروع ، وكما قيل: ليس صعبًا أن تضحي ، ولكن أن تجد من تضحي من أجله. زيارة المشروع ، وسماع أحلام الدكتور ناصر الزهراني يفتحان مساحة للتأمل في عبقرية الإنسان ، وقدراته الكامنة حين تكون الإرادة ، ويتضح المنهج. فالانغماس في المعرفة والوعي برسالة الإنسان في الحياة من أعظم محفزات الإبداع. الأفكار تنمو وتثمر حين تجد عقلًا حيّا يحتضنها ، ويحنو عليها كما تحنو الأم على وليدها ، ويغذيها من روحه ومشاعره فتصبح علامة يستضيء بها الناس ، ويصابون بعدوى الإبداع فيحملون الفكرة ويخصبونها ويضحون من أجلها. ما أعظم أن نعيش من أجل فكرة نبيلة ، ونضحي من أجل مبدأ عظيم. وفي مكة تكون الفكرة أكثر نبلًا ، ومن أجل هذا الدين العظيم تهون التضحيات ، وفي حب خاتم الأنبياء والمرسلين يكون الإبداع. السلام عليك أيها النبي ، قال عنه الشيخ القرضاوي مركز اسمه ذكر ، وما أحوج العالم اليوم إلى هذا الذكر ، فقد استغرق العالم اليوم في الأشياء ، وغفل عن الأفكار ، السلام عليك أيها النبي البوصلة التي يحتاج إليها العالم اليوم وقد تفرقت به السبل ، وطحنته الحروب ، ومزقته ثقافة الكراهية. السلام عليك أيها النبي. لكم جميعًا ، لدينكم ، ولنبيكم ، ولبلادكم وأمتكم ، ولدنياكم وآخرتكم. ولشهودكم الحضاري القادم بعون الله. لقد علمنا التاريخ أن الذين أحيوا أممهم من الركام قوم مثلنا خلقوا من ماء وطين ولكنهم يملكون الكرامة ، وأعظم كرامة لنا أن نكون جنودًا في مشروع السلام عليك أيها النبي ، المشروع الذي أحبه وضحى من أجله رجل محب سيفسح له التاريخ في سجله مكانًا بارزًا , تذكروه جيدًا إنه: ناصر الزهراني.