* لا يتوقف الحديث ، أو الكلام عن العملة الجديدة ، والعملة الرديئة سواء كان هذا الحديث ، أو الكلام مكتوباً ، أو مسموعاً ، وغالباً ينتهي الحديث.. والكلام كما بدأ دون نتيجة. وقد تضاربت الآراء، والأفكار، والأقوال حول (العملة الجيدة ، والعملة الردئية) ومن يطرد الآخر .. بعض الآراء تقول إن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة ، وإنه بناء على ذلك لاخوف من انتشار العملة الرديئة في ظل وجود العملة الجيدة. وبعض الأفكار تقول إن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة ، وأنه بناء على ذلك فإن العملة الجيدة تكون في خطر في ظل العملة الرديئة.. وبعض الأقوال تؤكد عدم وجود عملة جيدة ، وعملة رديئة ، وكل مافي الأمر مجموعة اجتهادات تقوم بتفصيل مساحات خاصة بالعملة الجيدة ، ومساحات خاصة بالعملة الرديئة ، ومن خلال هذه المساحات تتحرك الاجتهادات في جميع الاتجاهات فنسمع عن العملة الجيدة ، ونسمع عن العملة الرديئة باعتبار أنه لاتوجد عملة جيدة دون أن توجد في المقابل عملة رديئة .. والآراء ، والأفكار ، والأقوال دائما في صراع من أجل إثبات (العملة الجيدة) ونفي (العملة الرديئة) .. إثبات ذلك ، وإقراره ، وتأكيده يتطلب وقتاً ، وجهداً ، ومراقبة ، ومتابعة لاكتشاف العملة الجيدة ، وتثبيتها ، ومعرفة العملة الرديئة ، ونفيها.. وليس في مقدور الانسان اكتشاف العملة الجيدة بسهولة ، كما ليس في امكانه معرفة العمل الرديئة بسهولة أيضاً ، وعجز الانسان عن اكتشاف العملة الجيدة ، ومعرفة العملة الرديئة هو عجز تاريخي ، وحضاري ، وهذا العجز التاريخي ، الحضاري أتاح الفرصة باستمرار العملة الرديئة ، وسد الباب في وجه العملة الجيدة فتقاذفتها الآراء ، والأفكار ، والأقوال فلم تعرف الاستقرار ، ولم تعرف الهدوء ، ولم تعرف الطمأنينة بالمعنى الأنساني ، الحضاري للاستقرار والهدوء والطمأنينة. والواقع أن العملة الجيدة ترفض التعايش مع العملة الرديئة بينما العملة الرديئة تقبل التعايش مع العملة الجيدة. الأولى ترفض ، والثانية تقبل ، ورفض الأولى التعايش مع الثانية يأتي اقتناعاً ، وقبول الثانية التعايش مع الأولى يأتي خداعا ، والخداع غالباً ينتصر على الاقتناع فتكسب العملة الرديئة ، وتخسر العملة الجيدة .. الخداع ، أوالفن يصول ، ويجول ، وهو سلاح لامع ، براق.. والاقتناع لايكفي العملة الجيدة لمواجهة خداع العملة الرديئة. والذين يتحدثون عن العملة الجيدة قليلون ، والذين يتحدثون عن العملة الرديئة كثيرون ، والذين يحكمون على العملة الجيدة كثيرون ، والذي يحكمون على العملة الرديئة قليلون لذلك تنتشر (العملة الرديئة) وتتراجع (العملة الجيدة) .. وانتشار العملة الرديئة يكون على حساب العملة الجيدة وهذا يجعل من الصعب أن تطرد العملة الجيدة العملة الرديئة (كما يبدي ذلك المتفائلون) ويجعل من السهل أن تطرد العملة الرديئة العملة الجيدة ( كما يؤكد ذلك المتشائمون) .. ! نظرياً -يقول أحد المتشائمين- العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة ، وعملياً فإن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة بدليل مايجري ، ويحدث أمامنا ..؟ وعلمياً -يقول أحد المتفائلين- بأن العملة الرديئة (تتطاول) على العملة الجيدة ، وتبعث بمواقعها ، وأمكانها ، وتحرص على إلغائها ، ونظرياً فإن انتشار العملة الرديئة هو في صالح العملة الجيدة ، وهو ما يجعل هذه العملة مطلباً إنسانياً في كل وقت ، وفي كل مناسبة ، وفي كل لحظة إذا أردنا أن تسير الأمور في شكلها الصحيح ، وشكلها الطبيعي ، وشكلها الانساني بعيداً عن هذا العبث الذي تحدثه العملة الرديئة.