لا يمكن وصف أحوال طرقنا البرية بين المناطق في مقال أو تقرير، لأنها تحتاج إلى ملفات موثقة بالصور المؤلمة والمعبرة عن واقع تلك الطرق التي تشكل قضية أزلية لابد من عرضها على مجلس الشورى لمناقشة وزير النقل عن أسباب ذلك القصور في طرقنا بين المناطق الرئيسة في مملكتنا الغنية بثروات من المتوقع أنها تكفل للمسافر راحته، لكنه للأسف الشديد يفتقدها من الخوف والرعب والضيق خلال سفره براً! وكنموذج لمستوى تلك الطرق نأخذ كمثال طريق الرياضالشرقية ولا أعتقد أنني الأولى في استعراض قصور هذا الطريق الحافل دوماً بالمسافرين والذي يصلنا بدول الخليج المجاورة مما يستدعي التحرك العاجل والصادق تجاه هذا الطريق الحيوي، لكن ما يحمله من خدمات لا تحمل أي راحة للمسافر أفقده قيمته وحيويته، خاصة لو استعرضنا مستوى محطات البنزين والملحق بها من غرف لاستراحات العوائل، أو مطاعم لبيع الوجبات السريعة أو الشعبية،وجميعها مستواها لا يصلح للاستعمال الآدمي! أيضاً مستوى الأماكن المخصصة للصلاة والتي للأسف الشديد تحمل من القاذورات ما يؤلم القلب وينزع الخشوع من قلب المسافر حين رغبته في الصلاة، ناهيك عن تلك المحطات التي تتبع لشركة \"ساسكو\" والتي لا تقل سوء عن المحطات العامة! وإضافة لذلك الهمّ الذي تعيشه طوال سفرك براً تدور برأسك الكثير من علامات الاستغراب والتساؤل لماذا هذا القصور ؟ تدخل في صدمة أخرى عندما تشاهد أمامك حادثا بين سيارتين أو حادث انقلاب والجثث متناثرة على جانب الطريق الإسفلتي الناري ولا يوجد أي مركز إنقاذ قريب من الحادث خاصة إذا كان في منتصف الطريق مابين المنطقتين، وترى المسافرين في حيرة من أمرهم وهم يحاولون إنقاذ المصابين بالاتصال بأقرب مركز طبي صاروخي للحضور لإنقاذهم، ومن الأفضل الاتصال بالمراكز التابعة لمنطقة الرياض، أو المراكز التابعة لأقرب مدينة من مدن الشرقية \" بالرغم من أنك طوال الطريق لا ترى أية لافتات أو إشارة بأن هناك اهتماما بسلامة أو حياة المسافرين!وهذا مما يؤكد أيضاً غفلة وزارة الصحة عن أهمية إنشاء مراكز طبية للإنقاذ على الطرق البرية تشتمل على كوادر مؤهلة للإنقاذ السريع بطائرات طبية مخصصة حفاظاً على أرواح المسافرين التي تهدر على طرق واسعة في مملكة ثرية بخيرات تحتاج لعقول وأيد أمينة تقدر المسؤولية المكلفة بها، ولا أعتقد أن وزير الصحة الماهر في فصل السياميين ستقل حيلته عن إدراج هذا المطلب الهام ضمن خطته الإنسانية المستقبلية، لأن أرواح المسافرين براً على طرق معزولة عن الخدمات الهامة لسلامتها أمانتها معلقة بينه وبين وزير النقل.