لقد انتابني شعور غريب وانا اقطف آخر ورقة على تقويم العام الهجري المنصرم .. شعورٌ يختلف عما كان ... عندما بدأت انزع تلك الورقة من التقويم في ايامه الأولى .. يوم ميلاده .. عندما كان يانعا شامخا ..وها هو غادرنا ... يحمل في طياته مناسبات مفرحة ... كوارث محزنة ... احداث دامية ، رحل فيه كثير من البشر الى مولاهم ... وبكا عليهم ذووهم واحبابهم ... ومنهم من صرخ صرخة الميلاد الجديد ... ليبدأ حياته كغيره من البشر وفرح بها من هم حوله ابتهاجا بقدومه .. مضى عام من حياة البشر وتمنوا ان لايمضي .ِِ. هذا المضي يكرهه كل من جهل سر الحياة .... وهذا السر هو التقدم في العمر ونهاية الأجل .. قال تعالى (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) وتمر الأيام .. وتمض الأعوام .. ليأتي عام آخر يحل محل عام مضى وانطوت صفحاته وصحائفه .. يأتي ولانعلم ماذا يحمل معه من خير او شر ها نحن نستقبل عام جديد.....ونجهز كل ماهو مطلوب منا من امور الدنيا .. من خطط وترتيبات واستعدادات لماهو ات نخطط حتى ننجح في ارضاء مسئولينا ومرؤسينا ... وهذا مطلب ضروري لكل فرد يتق الله في عمله قال عزوجل (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب) وفي زحمة التخطيط والترتيب .. ينسى البعض منا بدون قصد ان يجهز خطة لعمل يقوم به في ايامه القادمة يعود عليه بالأجر والثواب وعلى من هم حوله بالفائدة والنفع في جميع مجالات الحياة .. وتكون بدايته من المنزل ثم يمتد نفعهُ الى الجيران ، العمل ، المدرسة ، الجامعة ، المسجد .. والنظر في أحوال المحتاج منهم .. ومد يد العون والمساعدة .. ليعود عمل الخير عليه بالأجر والثواب .. وعلى أولاده بالنفع والرزق و المعيشة الطيبة أيضاً بإذن الله .. ليمضي العام بعد ذلك .. ونحن راضين عما قمنا به واديناه تجاه الله ثم تجاه خلقه .. جعل الله أعوامنا أعوام خير وبركة وأمن واستقرار .. كل عام وانتم بصحة وخير. --------------------------------------------------- عضو مجلس ادارة بجمعية أم القرى الخيرية النسائية