لفت إنتباهي قبل اسبوع تقريبا تعقيبا لمدير العلاقات العامة بشركة المياة تحت عنوان (المياه الوطنية : تم تجفيف البحيرة خلال ربع المدة المقررة) جاء فيه إن شركة (المياه الوطنية) أعلنت قبل ذلك بأسبوع تنفيذها للأمر السامي الكريم بتجفيف البحيرة ، وإنجازها مضامين الأمر الملكي خلال ربع المدة .. ولما وجدنا بعض التساؤلات غير الدقيقة في بعض وسائل الإعلام عن كيفية تحقيق ذلك المُنجز في غضون فترة زمنية قياسية ، رأينا إصدار بياننا الصحافي المشار إليه ، توضيحاً للحلول المتكاملة التي اتخذناها وأسهمت – بتوفيق الله تعالى– في تجفيف البحيرة خلال ربع المدة المقررة .. مع العلم أن الشركة انتهت من هذه المرحلة ، وتم تجفيف مياه البحيرة بشكل كامل.. والحقيقة أنني توقفت أمام هذا التصريح كثيرا واسترجعته عبر البحث من خلال (قوقل) وذلك لسببين اولاهما أن المقصود بالبحيرة هي مايسمى ببحيرة (وادي المسك) والسبب الثاني أنني كنت بالأمس في زيارة لأحد المعارف شرق الخط السريع وبالتحديد في مخطط المنار شرق (جسر بريمان) أنتظر على جانب الطريق العام المؤدي إلى بحيرة المسك أحد الأصدقاء ليرافقني في الزيارة وذلك بعد صلاة الظهر. ولأنني إنتظرت كثيرا راودتني فكرة حصر شاحنات مياة الصرف الصحي من باب الفضول المعرفي ، فخلال (6) دقائق رصدت (37) شاحنة كبيرة محملة بمياة الصرف الصحي متجهة إلى (بحيرة المسك) وكان ذلك في غير وقت الذروة لأنه من المعلوم أن العاملين على تلك الشاحانات يفضلون العمل ليلا ، وهذا ما دفعني للرجوع إلى (قوقل) والبحث عن التصريح لأكون على بينة من الأمر ، سيما أنه يتناقض مع مانشاهده من عودة للتفريع في البحيرة ، وكأن شيئا لم يكن ، وإلا فأين تذهب تلك الشاحنات بحمولاتها وأعدادها التي تشكل سلسلة من الشاحانات متصلة ببعضها البعض من جسر بريمان حتى البحيرة؟ وما فائدة التجفيف إذا عاد التفريغ مسموحا به وبهذه الكثافة؟. هذا من جهة ومن جهة أخرى وبما أن الموضوع تتجاذب جوانبه ، هنالك سؤال مهم نتيجة وضع أهم ، وهو المياة المتدفقة في الشوارع سواء من خزانات مياة الشرب الأرضية أو من خزانات الصرف الصحي ، والتي نلاحظ أنها أصبحت ظاهرة عامة في معظم شوارع جدة وفي تزايد يهدد البنى التحتية من طرق وارصفة وشبكات إتصالات وكهرباء وخلافه ، ولا نشاهد أي تحرك تجاه ذلك ، ويحتار المواطن المتأذي من ذلك إلى أي جهة يتجه هل إلى امانة جدة او شركة المياة ، لعدم وجود أي إرشادات بذلك ، ورغم كل ذلك يؤسفنا أن شركة المياة تجاهلت ذلك في حملتها الإعلامية التي قضت نحبها قبل أن تلد ويلمس المجتمع أثرها. ونتمنى على شركة المياة أن تضع ملصقات نحاسية بجوار لوحاتها الخاصة بالعدادات ، تعرف المستهلك بالجهة التي يلجأ إليها للتبليغ عن المياة المهدرة بالشوارع ، ولعل في ذلك خطوة جيدة نحو الترشيد الصحيح .. هذا وبالله التوفيق.