كل ماقام به شجعان الأهلي أمام الإتحاد هو إعادة عقارب الساعة حيث الحقيقة حيث كان يقف أمين دابو ، وطارق ذياب ، ومعتمد خوجلي ، وأحمد الصغير (رحمه الله) ، ذلك الجيل الذي وصفهم فوزي خياط بالاحدى عشر كوكبا. كان الأهلي في ذلك الوقت بعبعا لجميع الأندية وكنا كثيرا ما نشاهد الإتحاد والنصر والهلال يخسرون بأرقام قياسية أمام جيل (البن) الأهلاوي ، الجيل الذي يرتبط بصلة نسب بالكرة البرازيلية جعلت هافيلانج رئيس أعلى سلطة رياضية في ذلك الوقت يختار الأهلي لزيارته للسعودية ، والاتحاد البرازيلي يختار شعار الأهلي ليضعه في فاترينة الفرق المحترمة ، و زيكو ومن معه في منتخب الشمس يفضلون زيارة الأهلي في أول زيارة لهم للشرق الأوسط، فعلا ليس هناك ما هو أجمل من كرة أهلي ديدي وأهلي سانتانا التي كانت أشبه بقطعة سجاد إيرانية تملأ المكان وتحيل الضجيج لسكون مقرون بالدهشة. وهذا ما فعله البصاص وسامر و العوفي وبقية العازفين في فرقة الأهلي الصغير سنا والكبير فنا في ليلة الختام ، فهم لم يفعلوا أكثر من نفض الغبار عن قمصان قدامي الأهلي المعلقة داخل صناديق الملابس وتلميع أحذيتهم الرياضية أعزكم الله ب (ورنيش) السامبا البرازيلية ، ليرتدوا ذات الحلة و ذات العقلية و ذات القلوب التي تشربت حليب الأهلي لا حليب الاحتراف والمادة التي عجلت برحيل لاعبي أهلي اليوم الذي تفرق أبناءه بين القبائل. يقول لي أمين دابو : (كنا في زمننا عندما نتعادل لا نتحدث مع بعضنا البعض حتى نفوز) ، تخيلوا يحدث ذلك في التعادل فمالكم بالخسارة التي أصبحت سمة لجيل المتكاسلين من جيل لاعبي اليوم !. هل شاهدتم عقلية البصاص عندما قام بمصافحة الحكم رغم احتساب خطأ عليه ، وهل شاهدتم كيف انطلق أكرم بثقة ليخرس خنجره في شباك الاتحاد بعد أن جندل خط الدفاع بأكمله ، وهل شاهدتم لاعبا يحرص على إخراج الكرة من شبكة الخصم وفريقه متقدم وبالثلاثة؟ .. وأنا هنا أتحدث عن سامر الذي يريد مزيدا من الوقت ليسجل وهذا ما حدث فعلا. ألم أقل لكم بأن هذا الفريق الشاب يدير عقارب الساعة للوراء فهو يعرف تاريخ القميص الذي يرتديه ويعرف حجم النادي الذي يلعب من أجله وهو النادي زار لاعبوه المونديال في وقت كانت فيه الأندية المنافسة تشرب فيه من (خراطيش) الحنفية، هكذا عرفنا الأهلي، وهكذا هم نجومه الصغار اليوم يلعبون من أجل التاريخ ومن أجل المتعة ومن أجل الريادة .. لن نستبق الأحداث ولكن كل ما نرجوه من أصحاب القرار في الأهلي نقل كامل هذا الفريق ليس الآن بالطبع ولكن في الوقت المناسب للفريق الأول وتسريح من يمثلون الأهلي اليوم وهم لا يليقون بالأهلي. اليوم فقط عرفت قيمة النشيد الذي يختم به كل لاعب في الفئات السنية تمرينه اليومي حيث يرتصون أمام المنصة ليس من أجل أن يهتفوا للزعيم المتواجد داخل كابينتها بل يصوبوا حناجرهم بمقولة يعيش أهلي أكاديمي. أعرف خالد بن عبدالله وأعرف تواضعه وقبل ذلك عشقه للأهلي وكل واحد من لاعبي الفئات السنية هو بمثابة ابن له ، ولكن ليسمح لي من اليوم هؤلاء ملك لجمهور الأهلي الذي لازال يدير أشرطة فيديو الزمن الجميل للأهلي ومن اليوم لن يمني النفس بعودة الزمن للوراء بل سينظر للمستقبل بانتظار بصاص ومجموعته وهم يقودون الأهلي نحو المنصات.