دورة الخليج حدث له من الخصوصية لدينا كأبناء لهذا القطر العربي الأصيل والغالي ما يجعلنا أكثر اقتناعا بأهمية وضرورية استمراريته أعني استمرارية حدث كان له من الأثر والتأثر ما كان كافيا للارتقاء بكرة القدم ونجومها من أرض الرافدين العراق إلى عمان الشموخ ومن أرض الرسالات المملكة العربية السعودية إلى بلد السلام الكويت وإن قلت البحرين والإمارات وقطر واليمن فهذه مع بعضها تكملة نجاح يقدم كرة الخليجيين على أنها كرة قدم تختزل المهارة بالموهبة وتمزجها في قالب الرقي والحضارية والتنافس الشريف. اليوم ونحن نحتفي مع الأشقاء في جمهورية اليمن فإننا نترقب هذا الحدث الغالي ونترقب لحظة بدايته متأملين في أن تبقى دورات الخليج فوق كل أرض وتحت أي سماء قوية تجمع ولا تفرق وتساهم على غرار ميلادها الذي لا يزال عالقا في ذاكرة التاريخ في تدعيم وتقوية وتطوير اللاعب الخليجي أولا ومن ثم تطوير وتقوية وتدعيم المنتخبات الخليجية لأن هذه الأخيرة لن تبلغ مراد التطوير الحقيقي إلا عن طريق اللاعب واللاعب الخليجي تحديدا يبقى في أمس الحاجة لهذا الحدث واستمراريته على نهج الديمومة فنيا وجماهيريا وحتى إعلاميا كون الإعلام يمثل اللاعب المؤثر في مضمون هذه الدورة منذ أن ولدت وإلى يومنا هذا. لست مع تلك الأصوات التي وقفت في مواقف الضد لدورة الخليج كما لن أصبح في يوم رقما مكملا في قائمتها. أقول لست مع ولن أصبح، أما عن قناعتي الثابتة فقناعتي هي قناعة كل الخليجيين الذين حفظوا لهذه الدورة تاريخها وصانوه وناضلوا من أجل أن يبقى هذا التاريخ من ضمن تلك المنطلقات المهمة التي تدفع بعجلة الكرة الخليجية إلى حيث مساحات أرحب وأوسع. الكويت والسعودية والإمارات لم تكن لتصل إلى نهائيات كأس العالم وتبسط نفوذ قوتها لولا دورات الخليج فلماذا نكابر ونغالي ونرفع الصوت الرافض؟ أسأل مثل هكذا تساؤل فيما الفاهم بمعطيات الأحداث الرياضية ونتائجها يدرك جيدا مدى ما تحمله دورة الخليج ومدى ما يحمله قرار بقائها كحدث غير قابل للمساومة. ماذا أعد لنا الكوتش بسيرو ؟ لن أكسر علامة الاستفهام بجواب قد يبدو قاسيا لكنني مع بقية زملاء المهنة سنبقى واقفين موقف المتفرج لعل وعسى أن يكون هذا البرتغالي محقا في فلسفته. فالمنتخب السعودي الذي لم يجد الاستقرار الفني منذ خمسة أعوام بسبب كثرة التجارب هو اليوم على المحك فإما يكسب بسيرو بفلسفته وإما تصدق قراءاتنا التي سبقت الحدث. علاقة اتحاد السيد بن همام مع كرة القدم ونجومها علاقة تثير الريبة وإلا ماذا يمكن لنا تسميته حينما يقرر هذا الاتحاد إقصاء اللاعب السعودي أسامة هوساوي من قائمته مقابل الإبقاء على من هم أقل بكثير من مستوياته ونتائجه بل إن البعض بلا تاريخ يمكن أن يبقى شافعا لبقائه ضمن تلك القائمة. اختيار أفضل لاعب في قارة آسيا يبدو قرارا عشوائيا يفتقد لأبسط مقومات الاختيار وهذا ناتج عن القصور الإداري الذي وللأسف الشديد لا يزال يساوم ويجامل ويرفع الضغط وسلامتكم !!