نمرر على ذائقة المتلقي الحصيف كل أخطائنا .. نكابر ونغالي عليها والنتيجة بعد كل هذا العناد والمكابرة نتيجة لا تتجاوز حدود الإخفاق. هذا الواقع الذي ندور في فلكه لا يمكن له أن يرسم لنا خارطة الطريق الصحيح بل على النقيض هذا الواقع المرير لن يقودنا إلا إلى حيث المزيد المزيد من الفشل. خسرنا اليوم من سوريا وربما قد نخسر من نيبال في المستقبل طالما أن مزاجية اللاعب السعودي قبل قرارات المسئولين في الأندية والمنتخبات هي السائد الذي بات مألوفا وغير قابل للتغيير. نعم بسيرو لم يكن مقنعا في نهجه ، وصحيح بسيرو لم يقدم لنا من وثائق المدرب الناجح سوى صورة مكربنة لصورة من سبقوه وأعني بمن سبقوه تلك القائمة التي كبدت خزينة اتحادنا الموقر الكثير من هدر المال والنتيجة إخفاق يلاحق أخاه. مشكلتنا ياسادة ليست في البرتغالي بسيرو فهذا المدرب جزء من المشكلة لكنه قطعا لم ولن يصبح اليوم كل المشكلة إلا إذا ما رغبنا في أن نمارس أسلوب التضليل ونكتب للتبرير ونتحدث بما يكفي فقط لامتصاص غضب الشارع الرياضي الذي بات يحلم بلقب قاري يروي به عطش تلك السنوات التي غاب فيها العمل المنظم وساد فيها الإخفاق. مشكلتنا التي أوصلتنا لنكون مجرد رقم عابر في معظم المناسبات المهمة تكمن في الاعتماد الثابت على ما قد اسميه مجازا (قرارات الصدمة) ، وأعني بقرارات الصدمة تلك التي ظلت ملازمة لمسيرة المنتخب منذ عقود ، فهذه القرارات التي استهدفت عملية إحلال المدربين ولم تستهدف وضع الرؤية الفنية أو الخطة طويلة المدى هي من هشمت عظام المنتخب كما هي التي رسمت أمامه طريقاً شائكاً تحفه الأشواك. منتخبنا الوطني منتخب كبير .. منتخب له تاريخ وله مكانة فلماذا لا ندرك هذه الحقيقة الدامغة إلا حينما تقع الفأس في الرأس؟ كان بالإمكان تدارك مانحن فيه اليوم مبكرا لو لم نغالي ونكابر. وكان بالإمكان الظهور بصورة فنية أفضل بكثير من هذه التي باتت من تركات مدرب متواضع جلبناه للمنتخب السعودي من أجل أن يرفع الضغط والسكر لا من أجل أن يبني للمستقبل أو يصنع الجديد المفيد المقنع. الكرة السعودية لم تخسر مكانتها القارية، فهي لا تزال في الصدارة ولكن ومن أجل الاستمرارية وإضافة المزيد من المنجزات علينا تدارك سلبيات المراحل الماضية والعمل على تعديل مساراتها بالشكل الصحيح ، وإذا ما تغير المدرب الرسمي بمدرب (إنقاذ) فالضرورة تحتم على اتحادنا الموقر الإسراع في وضع أجندة عمل واضحة لاتقتصر على المدرب ولا تختزل في تحفيز اللاعبين وإنما أجندة عمل متكاملة تستهدف بناء منتخب محترف يدرك ماله ويعي ماعليه. المهمة الأولى خسرناها أما المهمة الثانية مع مدربنا الوطني العائد ناصر الجوهر فلامجال فيها للخسارة كون الخسارة إن حدثت فهذا معناه أن اللاعب السعودي هو من يتحمل المسئولية وليس بسيرو. منطقيا ناصر الجوهر لا يملك عصا موسى لكي يصنع المعجزة ، فالجوهر لايملك أكثر من وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب على أن تبقى مرحلة حسم النتيجة بيد اللاعبين وبالتالي نحن واثقون مع قيادتنا الرياضية في أن هؤلاء النجوم قادرون على تعويضنا بمستويات ونتائج جميلة تعيد لنا الابتسامة المفقودة .. وسلامتكم.