إنهم أصحاب المشروع العلماني والليبرالي والتغريبي ؛ الذين ينادون في كل يوم وليلة؛ بقضيتهم الأزلية، تحرير المرأة من الدين والحشمة ، والحياء والعفة. أفراد هذا التيار ؛ ينهقون في كل دقيقة من أوقاتهم ؛ بترك النقاب ، ونبذ الحجاب ، واختلاط النساء بالرجال ، تحت مسمى الحرية والمساواة والإنسانية (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ) [ البقرة : 11 - 12 ] . إنه تيار فاسد ومفسد ؛ لا يتوقف عن المطالبة بأن تكون المرأة سائقة سيارة, كاشيرة في محل تجاري ، تعلّم البنين في المرحلة الابتدائية ، تشارك في الرياضة والكشافة والألعاب الدولية ، تعمل في أي مجال ، وتتواجد في كل مكان ، ولو في ذلك مخالفة شرعية ، ولو على حساب المنزل ، ورعاية الأطفال ، وإدارة شؤون الأسرة. هؤلاء يريدون أن تكون المرأة في ملاهي الخنا ، ومسارح الرذيلة ، ونوادي الحرية الشخصية ، ترضي الميول ، وتمتع الجوارح ، يرجون حالها كحال المرأة الكافرة ، سفور ومجون، وتهتك وخلاعة، وذل وإذلال ، وتحرش واستغلال. هذا التيار العميل ؛ يضم شرذمة قليلة لا قيمة لوجودها ، ولا أهمية لحديثها ، ولكن لديهم سيطرة إعلامية ؛ ولهم كتابات منشورة في الصحافة الورقية ، وفي المواقع الاليكترونية على الشبكة العالمية ، ولن تجد في أضابيرهم ؛ سوى المشاهد المنحلة ، والصور الخليعة ، والروايات الجنسية ، والقصائد الرديئة ، والكتابات الساقطة ، والحوارات الهابطة ، والمواضيع المكررة والمملة ، والتي تدل على مظاهر الجهل والإفلاس ، والدناءة والسطحيّة التي يتميزون بها. إنه تيار جانح ومنحرف ؛ لا يتحدث إلا عن المرأة ، وليس غير المرأة ، يهتم بتلميع المنحرفات ، ونشر صورهن ، وإظهار أفكارهن ، وتمجيد أعمالهن ، ولم يقدم حتى هذه الساعة ؛ ما يحفظ لها كيانها ، ولا للأسرة تماسكها ، ولن يقدم لبلادنا ما ينفعها ويرفعها في الدنيا والآخرة. ألا يفهم هؤلاء ؛ أن بضاعتهم بائرة ؛ ليس لها سوق في مجتمعنا ، وأن مشاريعهم خاسرة ، ليس لها مكانة في أرضنا ! ألم يدرك هؤلاء درجة الفروق الحاصلة بين الرجل والمرأة في البنية الجسدية، والخصائص العقلية ، والخصال النفسية ، قال الله تعالى : "وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى" (آل عمران:36). إن الخير والشر، والحق والباطل ، والإيمان والكفر ؛ سيظلان يتصارعان إلى يوم القيامة ، وستظل الحرب مستعرة ، والمؤامرة قائمة على المرأة السعودية ؛ للنّيل من شرفها وعزّتها ، وكرامتها ودينها ، سوف تبقى مادة دسمة للإعلام بشتى أنواعه ، فأرجو أن تحافظ على هويتها من الطمس والمسخ ، وألا تكون فريسة سهلة ، وضحية مضمونة ؛ للأبواق المرجفة ، والأفكار المهلكة. وكم نتمنى أن نجد في هذا التيار ؛ من يجيد لغة المحاورة العلمية ، والمناقشة الموضوعية للأفكار المطروحة ، ولكن: "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (يعني : أحقادهم)* وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فلعرفتهم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (بمعنى : فحواه ومقصده) وَاللَّهُ يَعْلَمُ أعمالكم " [محمد: 29 30].