مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (إن الله تعالى يسأل العبد عن جاهه، كما يسأله عن عمره، فيقول له: جعلت لك جاهًا، فهل نصرت به مظلومًا، أو قمعت به ظالمًا، أو أغثت به مكروبًا). وها نحن يا عالمًا بحالنا وغير خاف عليه شيئًا من أمرنا، نشهدك ونشهد ملائكتك الكرام وعبادك الصالحين أن محمد عبده يماني قد بذل جاهه، كل جاهه لنصرة مظلوم ورد ظالم وإغاثة مكروب، ونزيدها يا قيوم السماوات والأرض، فنشهد أن أبا ياسر قد بذل كل ما بوسعه لإطعام جائع وإجابة سائل وتلبية نداء واجب. نشهدك يا رب السماوات والأرض أن أبا ياسر كان كبير النفس عالي الهمة جم التواضع جواد سخي كريم تفزع إليه النفوس القلقة، فلا يألو جهدًا حتى يقضي حوائجها، باذلًا من جاهه الذي أكرمته به، ومن صحته التي أنعمت بها عليه، ومن وقته الذي باركت له فيه. ونشهدك يا جواد يا كريم بأن أبا ياسر كان يحبك ويحب نبيك عليه الصلاة والسلام أيما حب ويبجله أيما تبجيل وينافح عنه بكل ما أوتي من فصاحة الكلمة ووحي القلم وصدق المشاعر. كان أبا ياسر نسيج وحده... أمة في رجل.. متعدد القدرات، متنوع المواهب، عظيم المهابة، دائم البسمة، كبير المقام، غزير المعرفة، عفّ اللسان، دائم المعروف، يصل الكبير والصغير، والأمير والخفير، والبعيد والقريب. لم يعزل نفسه أبدًا عن حاجات الآخرين ولا عن آهات المستضعفين. كان للناس كلهم يحسن الظن بهم بلا تصنيف ولا فرز ولا استعداء، لذلك أحبه الناس وأحبهم وصادقوه فصادقهم. اللهم إنا لا نزكي عليك أحدًا، لكننا نشهد بما علمنا، وما علمنا عن هذا الرجل إلا كل خير وهدى وصلاح وحب لله ولرسوله ولدينه. اللهم هذا عبدك محمد عبده يماني قدم إليك في خير أيام الدنيا، وفي خير بقاع الأرض، فامنن عليه بفضلك ومنّك وكرمك واكتبه في عليين مع النبيين والشهداء والصالحين. صعب أن نسلو هذا الرجل الجليل، لكن عزاءنا أنه وفد إلى دار الرحمن الرحيم الغفار.. و(إنا لله وإنا إليه راجعون).