الفوز الذي حققه الأهلي على الوحدة كان مطلوباً للخروج من دوامة الخسائر المتكررة، والتعادل مع الهلال أعطى مؤشراً مبدئياً أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح، ومباراة الغد أمام الرائد ستحدد حقيقة الوضع. إذا نجح الأهلي في الفوز غداً، وقرن ذلك بالمستوى، فهذا يعني أنه تعافى من حالة الدوران التي لازمته خلال الفترة الماضية، وإن تعادل أو خسر، فلا بأس.. عليه أن يبحث عن فرصة أخرى يعود من خلالها. كل ما تقدم في السطور الماضية أردت من خلاله أن أؤكد على جزئية غائبة عن بعض محبي الأهلي، وهي أن الفريق الذي فاز على الوحدة، وعادل الهلال بعد أن تقدم عليه، ليس هذا فقط هو المؤمل منه، وهذا الذي أعرفه، إلاّ إذا تغير شيء لا أعرفه. متى يعود الأهلي إذا لم يعد الآن؟ ومتى سيتوقف نزيف النقاط الذي وصل ضعفي ما حصده الفريق من نقاط بعد الجولة الثانية عشرة، وقبل جولة واحدة من نهاية القسم الأول من الدوري، متى.. متى؟ كنت ومازلت أرى أن ما يحتاجه الأهلي هو الاستقرار أولاً، وثانياً، وعاشراً، ويبدأ ذلك من الجهاز الفني الذي يجب أن يستمر لموسمين آخرين، ثم الجهاز الإداري، ثم اللاعبين المحليين والأجانب، وعلى وجه الخصوص العنصر الأجنبي الذي سجل فيه النادي فشلاً كبيراً منذ ثلاثة مواسم. من المهم أن تكون فترة التسجيل الشتوية في منتصف يناير المقبل، فرصة للخروج من سوء الاختيارات السابقة، وأن تكون بصيغة خطة طويلة المدى ثلاثة مواسم مثلاً ، إن أراد الأهلي أن ينافس الموسم المقبل، والمواسم التي تليه على الدوري، وأن يكون بطلاً لدوري أبطال آسيا، وأن يصل إلى بطولة كأس العالم للأندية. ولأن الأهلي أصبح حالة خاصة، فإن خطة الثلاثة مواسم تعتبر بالنسبة لحالته خطة طويلة المدى، لكون اللاعب الأجنبي في الأهلي لا يستمر غير ثلاثة أشهر، حاله حال بعض رؤساء النادي، رغم مما يصرف من مبالغ كبيرة في جلب جيش من اللاعبين. بعد تجربة الاستعانة باللاعبين العرب في نهاية السبعينات الميلادية، وبداية الثمانينات، وأعني الثنائي التونسي طارق ذياب، ومحسن الجندوبي، كانت تلك التجربة واحدة من أجمل التعاقدات مع اللاعبين غير السعوديين. تكرر تواجد نجوم الكرة التونسية في فترة أخرى، فجاء مراد العقبي، ونبيل معلول، وعبد القادر بلحسن، ثم المغربي بوشعيب المباركي، والمغربي الآخر عبدالحق العريف، والمصري محمد بركات، ومعهم رسم الأهلي صورة جميلة في موسم 2007. واليوم يتفق الجميع على أن العماني عماد الحوسني يمثل واحدة من أهم وأنجح صفقات الأهلي في المواسم الأخيرة، فقد سجل "ثلث" أهداف الفريق، وأصبح لاعباً مؤثراً في المقدمة، مما يؤكد أن نجاح اللاعب العربي في الأهلي يفوق الأجنبي القادم من أوروبا وأمريكا الجنوبية. لكن هناك حالات يمكن أن نستثنيها هنا، الأولى للبرازيلي السابق كيم، والثانية لمواطنه روجيرو، والثالثة للبرازيلي الحالي فيكتور سيموس، وهذا الثلاثي سجل نجاحاً كبيراً وحضوراً مذهلاً، ولا غرابة في ذلك كون من كان خلف هذه التعاقدات هو الرجل الخبير الأمير خالد بن عبدالله. ولعلي أنصح أصحاب القرار في الأهلي بأن يشركوا مدرب الفريق في قرار اختيار الأجنبيين القادمين في فترة التسجيل الشتوية، على ألا يكون القرار كله للمدرب، ومن المهم أن يكون هناك رأي للأمير خالد، حتى لا تتكرر تعاقدات الموسم الماضي، وبداية الحالي. ليس إلاّ .. قدم رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد للإعلام، معلومة متأخرة تؤكد أن الأهلي كان أول ناد يطلب تأجيل مباريات دوري زين أثناء إقامة دورة الخليج، وأين قلعة البطولات من صراع الأقوياء الأكثر بطولات .. إلى متى تبقى المعلومة في الأهلي "شؤون خاصة"؟ لم أسمع بأكاديمية نادي الاتحاد، إلاّ بعد فوز الناشئين على ناشئي الأهلي، وجاءت هذه المعلومة على لسان رئيس النادي الخلوق المهندس إبراهيم علوان .. ترى أين موقعها، ومتى أنشئت؟ أيها الزميل زميل الحرف ، الفريق الذي وصمته تحت الهواء ب "فريق حواري" كاد لولا سوء الطالع يكسب فريقك الذي بعت من أجله مهنة الصحافة.. ويا زمان العجايب وأيش بقى ما ظهر ..!