تعليقات القراء على المقالات تكون - عادة - نتيجة تفاعل سريع مع موضوع المقال، يتكون من خلاله موقف لدى القارئ من فكرة المقال وأسلوبه، قبولاً أو رفضاً، وهي في مجملها لا تخلو من إبداع وطرافة بصرف النظر عن التأييد أو الرفض. إنها تعليقات مهمة ترد إلى الكاتب من خلال موقع الجريدة الإلكتروني أو من خلال عناوينهم الخاصة. أحد القراء رمز لنفسه بلقب (المطيري) يقول تعليقاً على مقال عدي بن مسافر المجاهد، العالم، المربي، أولئك رجال قد ذهبوا يا دكتور فمن أين لنا بأمثالهم، وأقول للأخ الكريم: إن الأمة الإسلامية أمة ولود والخير في أمة محمد عليه الصلاة والسلام موجود، وهي كالغيث لا ندري أوله خير أم آخره، وإنما المشكلة في شتات الأمة في هذه المرحلة من عمرها، وتكالب الأعداء عليها، وانشغالها بغير المهم عن المهم والأهم. أما أحد المعلقين على مقال عن الشباب وأوقات الفراغ فيقول: الشباب السعودي المظلوم، أين يذهب في أوقات الفراغ؟ وأقول: إنه لسؤال مهم يحمل مسؤوليته المجتمع كله، ابتداءً من الأسرة في المنزل ومروراً بالمسجد والمدرسة، ومركز الحي، ووصولاً إلى الجهات الرسمية المسؤولة عن توفير فرص وظيفية، ومراكز أنشطة متعددة للشباب، ولعل العمل على تفعيل مراكز الأحياء تفعيلاً جيداً يقدم شيئاً للشباب الذين يعانون من الفراغ. أما القراء (أبوفيصل) وناهس العوفي، وعبدالرحمن الوابلي، فقد اختلفت آرائهم اختلافاً شديداً في التعليق على مقال ضجيج أهل الباطل، وهو مقال سمعت وقرأت عبر الرسائل تعليقات كثيرة عليه، تجاوزت معظمها هنا لأنها كانت مقتصرة على الدعاء للكاتب. أبو فيصل قال: حفظ الله وطننا الغالي من شر المصلحين المفسدين الذين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (11) سورة البقرة. وشكراً للكاتب ولموقع جريدة الجزيرة المتميز. وناهس العوفي كتب دعاءً جميلا وتأييداً للموضوع، وناقضهما مقال القارئ عبدالرحمن الوابلي في رأيه فقد قال: وكأني بك وأنت تنظر إلى (التنويرين) ودعاة الإصلاح الثقافي تقول وأنت تتحسر وزمن الصحوة قد أصبح تاريخاً. أيها الرجل المرخي عمامته هذا زمانك اللى قد مضى زمني. وكأتي بالأخ عبدالرحمن يختزل الموضوع المهم كله في رؤية ضيقة الأفق، بينما يظهر استيعاب الاخ أبي فيصل للفكرة، ووضعها في إطارها الصحيح، واقول: إنما يكون المسلم على بصيرة من أمره حينما يحدد مساره الصحح في زمن اختلاط الأمور، وليس إقبال الباطل والترويج له في أي زمان ومكان منهياً للحق، وإن ضعف أهله، وانخدعوا ببريق الباطل، فالحق يبقى أبلجا، والرابح من لزمه وسلك طريقه حين تتشابك الطرق. أما القارئ فارس محمد العمران فقد تميز في عدد غير قليل من تعليقاته بجودة الأسلوب، ورشاقة العبارة، وحسن اختيار المفردات والجمل المناسبة، وإني لأرى فيه كاتباً قادماً يستحق أن يجد له مكاناً في (الجزيرة) ما دام متابعاً لها. يقول فارس في تعليقه على مقالي عن الإحسان: يفيض القلب شعوراً بسكينة حول هذا الإحسان الذي وجد لديك مساحة رائعة البياض في طورك الروابي يا شاعرنا، أحسن الله إليك كما ألصقت بجدران الذاكرة روعة الإحسان فأحسنت وصف الإحسان، شكراً لقلم أمسكت به يدك الكريمة. وأنا أقول للأخ فارس وشكراً لقلم أمسكت به يدك الكريمة وأوصيك بالعناية بقلمك فهو يعرف كيف يبني علاقته الحميمة مع الكلمة. وقارئ آخر يعلق على مقال التمسك بالشرع قائلاً: لي زميل لا يعترف بالدين ويقول أريد أحداً يقنعني بالدين عقلياً، لقد فكرت أن أرتب له لقاءً مع الشيخ صالح المغامسي، فما رأيك؟؟ أقول لك أخي الكريم: افعل فإن لدى الشيخ صالح من العلم، والروح الطيبة، والرقة مع الناس، والمعرفة بالشباب وهمومهم ما أرجو أن يكون له أثره الإيجابي في نفس زميلك - أسأل الله له الهداية والرشاد -. أما القارئة: (عهود المباركي) فهي متابعة للساحة الثقافية بصورة ممتازة، ولها آراء تبعث بها في رسائلها تطالب فيها الكاتب بطرحها ومناقشتها، وترى أن الفتاة المسلمة محاصرة بالفضائيات والشبكة العنكبوتية، والهواتف الجوالة، وأن الأمر يحتاج إلى تضافر الجهود لإنقاذ البنين والبنات من سبل الشهوات والشبهات. هذه وقفة لا يمكن معها استيعاب تعليقات القراء الكرام جميعاً فشكراً لهم، وعذراً إلى من لم استطع أن أشير إلى تعليقاتهم لأن ذلك ليس بالإمكان. إشارة: تفاعل القراء، وقود أقلام الكتاب