من الذي لا تسرُّه صور الوفاء، والصفاء، وصلة الرحم، وصدق الأخوة من الذي لا يتوقف عند صورة مشرقة من صور العلاقات الأسرَّية المتميِّزة، والتلاحم الأخويّ العميق؟؟ هذا ما تبادر إلى ذهن قلمي حينما رأيت في جريدة عكاظ صوراً من لقاء الأخوَّة بين سلطان وسلمان في أغادير المغرب، زيارة من الأمير سلمان إلى أخيه سلطان، تعيد إلى الذهن تلك الصور التي حرَّكت مشاعر قلمي فكتبت عنها في حينها، للقاء الأخوين وترافقهما، وحرصهما على الوقوف مع بعضهما حتى منَّ الله على أحدهما وهو الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالشفاء. كانت ملازمة سلمان لسلطان مثلاً رائعاً في عالم الأخوة والقرابة وصلة الأرحام، وتبرز الآن زيارة سلمان بعد شفائه ولله الحمد، ونجاح العملية التي أجراها في أمريكا، لأخيه سلطان في أغادير استكمالاً لهذا المثل الرائع، وتلك الصورة البديعة. صور هذا اللقاء كانت رسالة جميلة لطمأنة الناس على صحة الرجلين المسؤولين بما لهما من أهمية كبيرة في مسيرة المملكة التي يقود دَّفتها خادم الحرمين الشريفين -وفقه الله لكل خير-. وكانت هذه الصور لوحةً أخَّاذة من لوحات الوفاء والمودة والإخاء، وهي لوحة تثيرني أيَّما إثارة، كلما رأيتها بين أخوين أو أختين، أو غيرهما من الأقارب والأصدقاء، فهي تشعرني بسعادةٍ غامرة، وإحساس إنساني عميق. كيف لا نبتهج بصور الوفاء وهي نوع من أنواع العبادة، لأنها طاعة لأمر الله سبحانه وتعالى الذي أمر بالتآخي والتلاحم والاعتصام بحبله المتين، ولأنها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أوفى الخلق، وأبّرهم، وأحرصهم على بناء صرح التآلف والتآخي. نقول لصاحبي السمو الملكي الأميرين (سلطان وسلمان) الحمد لله على سلامتكما وجمع الله لكما بين الأجر والعافية، وأعادكما إلى الوطن الغالي سالمين غانمين. ونقول للناس: ما أجمل أن ترسموا لوحات الوفاء والإخاء والتواصل فيما بينكم بريشة الحب الصادق، وأن تلوِّنوها بأجمل ألوان المودَّة وسلامة الصدور، وصفاء القلوب، فإنكم بذلك تبنون صرحاً شامخاً صامداً أمام أعاصير الفتن والخلافات. إن المجتمع المتماسك اجتماعياً مجتمع قوي ثابت الأركان والمجتمع المسلم خليق بأن يكون الأنموذج الأمثل، والمثل الأعلى في هذا الجانب المهم لأن دين الإسلام هو دين التآلف والتواصل، وحسن الخلق، ودين العلاقات الأخوية المتميِّزة. إشارة: مُذْ رحلنا والمنى ضاحكة=ومغاني شوقنا منتحبّهْ غير أن الحبَّ ما زال لنا=نستقي منه ونرقى رُتَبَهْ