في مقال سابق منذ أسبوعين قلت لأمير الباحة الجديد مشاري بن سعود إن الإصلاحات الإدارية في المنطقة ابتداء بإمارة المنطقة هي المفتاح السحري لإصلاح بقية الأوضاع، لكن الزميل محمد علي الزهراني نائب رئيس تحرير صحيفة المدينة كان أجرأ وأوضح وأدق وهو يحدد لسمو الأمير مكامن الخلل الإداري ومفاصل الفساد في مقاله الجميل الذي نشره يوم الأربعاء قبل الماضي، والذي لم يتبق فيه سوى ذكر الأشخاص الذين يعرف الناس في المنطقة أسماءهم وأفعالهم، وأظن الزميل العزيز لم يتأخر عن ذكر تلك الأسماء لسمو الأمير عندما اتصل به على إثر نشر المقال متجاوبا ومتفهما وواعدا بأن يتقصى الحقائق بنفسه ويضع نقاط الإصلاح على حروف التنمية. وكان سمو الأمير في تصريحات سابقة وعد بالإصلاح وطلب مهلة عامين لدراسة الأمور واتخاذ الإجراءات المناسبة، وبطبيعة الحال فليس مطلوبا أن تتم التطلعات وتتحقق الآمال بين عشية وضحاها، لكن لكل أمر مقدماته، والمقدمات التي سجلها الأمير مشاري منذ لحظة وصوله حتى الآن جعلت كثيرين من أصحاب المصالح الخاصة على حساب غيرهم يعيدون النظر في ما يقولون أو يفعلون، وجعلت التفاؤل بمستقبل أفضل للمنطقة وأهلها عنوان أحاديث أبناء المنطقة في كل مكان، وحديث عقولهم، وهم يرون ويسمعون الأمير يبلغهم بتعليمات القيادة له، وبما ينوي اتخاذه من إجراءات فعالة وإصلاحات جذرية لتنفيذ وترجمة تلك التعليمات التي تصب في مصلحة المنطقة وتهدف إلى خدمتهم وتحقيق مطالبهم العادلة، والتي نجح الزميل محمد الزهراني في تلخيصها وتركيزها بامتياز في مقاله المشار إليه، والذي استند فيه إلى خبرة ومعرفة شخصية طويلة بشؤون المنطقة منذ عقود بحكم العمل هناك ثم المتابعة اللصيقة. إنني متفائل بمستقبل واعد وجميل لمنطقة الباحة في ظل إدارة الأمير مشاري والمخلصين من أبناء المنطقة والعاملين فيها من خارجها، وهؤلاء المخلصون الصادقون ليسوا قلة لكن ضجيج أصحاب اليد السفلى أقصاهم أو غيبهم، ولعل الأمير يعيدهم ويمنحهم قدرا من الثقة ليكونوا سواعد فاعلة في استراتيجية الإصلاح والتنمية التي سيضعها الأمير خلال المرحلة المقبلة، ولعلني قبل أن أختم أعود إلى مقال الزميل الزهراني وأتوقف عند النقطة التي أشار فيها إلى المجموعة التي كانت تتولى إصدار الصكوك على الأراضي الحكومية وتوزيعها إلى مخططات بطرق غير نظامية لأقول للأمير مشاري إنني لست وحدي المتفائل بمستقبل المنطقة ولا مواطنيها بل حتى مواقعها السياحية الرائعة التي أصبحت مطمئنة إلى أنها ليست فقط مقبلة على تطوير شامل لتكون قبلة السائحين والمصطافين ومتنفسات جميلة لسكان المنطقة، لا ليس ذلك فقط بل أصبحت مطمئنة إلى أنها ستنام وتستيقظ وهي بكامل مساحاتها حيث من الآن فصاعدا لن يجرؤ أحد أن يقتطع من جسدها شبرا واحدا تحت أي ذريعة وفي طليعة تلك المتنزهات غابة رغدان الشهيرة.