** جعل الله الدين معيارا للاحتكام والتعايش.. حوله أعداء الإنسانية إلى أداة تفتك بالبشر.. معظم الحروب في التاريخ.. كانت.. وما زالت.. وستظل حروبا دينية.. الدين في النهاية.. يشكل هوية انتماء للكثيرين.. يعطيه العامة من الأتباع بعدا غيبيا.. يحقق لهم أماني كثيرة.. خاصة بعد الموت. ** صوروا للعامة أن الحروب الدينية نجاة وعبادة.. يتخوفون من لهيب النار بعد الموت.. وهناك من يدفع بهم.. حكومات وأفراد.. هل يتقربون إلى الله بسفك دماء خلقه؟!.. ويظل العامة بنوايا سليمة.. تحركها قوى مكروهة.. خارجة عن إرادتهم.. تمكنوا من نزع إنسانيتها.. بطرق التأثير الكاذب.. وحشوها بالمغالطات والكراهية. ** يتوقف بقاء البشر واستمرار نفوذهم على بقاء الدين واستمراره.. وهذا البقاء يحتاج إلى قوى تعزز أتباع الديانة.. وأيضا تميزهم في متاهات هذه القوى.. لدرجة إعطاء حق القتل والتدمير للأطراف الأخرى. ** هل تجيز الديانات الانتهاكات ضد الإنسانية؟!.. انتهاكات قاسية.. أي عقل يقتل ويدمر أكثر من (60) مليون فرد؟!.. حصل هذا في الحرب العالمية الثانية.. نتاج عقول غربية.. هناك نخب.. تدعي فهم ما لا يفهمه العامة.. بدعوى لا يقرها دين ولا شرائع.. يرجعون بالناس إلى حياة قابيل وهابيل. **وعند الحديث عن الديانات نجدها متطورة.. ومتسلسلة.. وفقا لاتساع البشر عددا وفكرا وممارسة.. ولظهورها أزمان مختلفة.. ولكن بمبررات واضحة ومعروفة.. لمن أراد أن يعرف. ** وتظل الأديان حجة على الناس إلى يوم يبعثون.. الديانات جميعها تهدف إلى إصلاح البشر.. لكنهم حولوها إلى أداة للاستحواذ.. كنتيجة كانت الصراعات.. وما زالت قائمة.. يزرعون في نفوس الناس التنكر للخير.. وللقيم.. نحو حياة الانحطاط. ** فهذه الديانة اليهودية تمثل اليهود كجنس بشري.. تمثل عقيدة خاصة لفئة محددة.. وهذا يعطي مدلولا مهما عن اليهود كجنس.. خصهم الله بهذه الديانة.. وظهرت الديانات مع تفشي الظلم والفحشاء بشتى أنواعها في المجتمعات أو المجتمع الواحد. ** في الديانة اليهودية الخطاب كان موجها لليهود فقط.. كنتيجة، أعطى هذا الخطاب شعورا بالتميز والفوقية عند أتباعه.. أصبحوا مرضى.. يرون أنفسهم مختلفين عن البشر.. ويرون أن العرق يميزهم أكثر من الديانة. ** وهذه المسيحية التي نزلت بعدها.. لكنها فتحت آفاقا أكبر لأتباعها.. وكانت للبشرية عامة.. هنا يأتي دور التمدد الذي وظفه البشر.. للانخراط في مسلكها كعقيدة.. وهي بهذا جعلت الأتباع يتنافسون في زيادة مساحة انتشارها بين البشر.. بعكس الديانة السابقة وهي اليهودية.. التي لا تعتبر كل من يتهود يهوديا.. ولابد أن حرب الديانات بدأت من هنا بين المسيحية واليهودية.. ولها الكثير من المشاكل على مر التاريخ وحتى اليوم. ** ثم جاء الدين الإسلامي وكان أكثر انفتاحا من جميع الديانات السابقة.. بل إنه احتوى الديانات السابقة في نهجه.. فهو دين للبشر جميعهم.. ويمكن أن يكون أساسا للحياة. ** الدين الإسلامي غطى كل جوانب النقص في الديانات السابقة.. وبهذا أصبح الإسلام في بؤرة الصراع كطرف جديد في العراك السابق بين الديانات.. هو الدين الخاتمة.. كنتيجة، اتحد أتباع الديانات السابقة ضده.. وما زالوا بطرق مختلفة.. منها الحروب. ** وحتى اليوم يصعب قبول التحول من دين إلى آخر.. وخاصة في أوساط فقهاء كل دين على حدة.. كنتيجة، تأسست علامات حروب الأتباع.. الحروب قائمة على أتباع كل ديانة.. الكل يسعى لنشر دينه على أكبر عدد ممكن من البشر. ** ليس هذا فقط، لكن هناك مذاهب مختلفة داخل الديانة الواحدة.. كل مذهب يدعي أشياء.. ويؤمن بأشياء.. ويشرع أشياء.. ويكفّر كما يشاء.. والجميع يسعى للبحث عن مراكز قوى بهذا الدين أو ذاك.. وبهذا المذهب أو ذاك. ** كنتيجة كان الصراع أكثر بين المسيحية وأتباعها وبين الإسلام والمسلمين.. وما زال.. وسيظل.. لكن هل يمكن التعايش بين أتباع هذه الديانات جميعها.. الجواب يأخذ مسارات متعددة.. وفي ضوء التنصل من الأطماع يمكن أن يكون التعايش بدون حروب.. وهذا ما يدعو إليه الإسلام.. ويظل القانون السرمدي الذي لا يقهر هو في قول: الدين المعاملة. ** الدين المعاملة.. قانون يمكن اعتماده للتنافس بين الدّيانات لاستقطاب الأتباع من كل جنس ولون.. وتظل المعاملة الحسنة قوة طاغية على قوى ترى أن الهيمنة لا تتحقق إلا بالحروب.. ولها دوافع أخرى كثيرة. ** أثبتت الأحداث عبر التاريخ أن أهداف النّخب هي الهيمنة وليس إصلاح الناس للطريق المستقيم.. ومن الأدلّة على ذلك.. استعباد البشر للبشر تحت ظروف الدين الواحد.