من المسلمات التي تعلمناها من كرة القدم أن هذه المجنونة لا يمكن لها أن تنحاز للمراهنات والتكهنات والنتائج المسبقة بقدرما تنحاز دائما لظروف المواجهات وظروف اللاعبين والمدربين بل والأبرز من كل هذا أن الخسارة بعشرة كالخسارة بهدف بمعنى أن الذي يخسر بعشرة من الممكن والممكن جدا أن يعوض خسارته ويكسب الصعب ويبعثره ويعود إلى حيث يريد . فرق خسرت بالثلاثة والأربعة لكنها عوضت تلك الخسائر وتأهلت، ومنتخبات كبيرة كانت تظن بأنها ضمنت حق الانتصار في مجابهات خروج المغلوب لكنها سرعان ما تغادر بقرار هذه المجنونة التي دائما ما تهزمنا وتهزم كل توقعاتنا المسبقة . لن أستشهد بالتاريخ ولن أفصح عن ظواهر تلك المنازلات التي وثقتها سجلاته منذ أن ولدت كرة القدم وإلى هذا الزمن الذي تعيشه لكنني ومن منطلق التركيز والتذكير أقول: سيخطئ الشبابيون كثيرا أنهم رهنوا تأهلهم بحسابات فوزهم السابق في كوريا كما سيرتكب الهلاليون ذات الخطأ أنهم قرروا الذهاب إلى قطر بمفهوم أن تلك الثلاثية التي خرجوا بها في لقاء الذهاب هي ما سيحسم واقع التأهل . كرة القدم لعبة فيها من الجنون ما يستوجب على الزعيم والليث التعامل بأسلوب الحذر حتى لا يقعا معا في مطب الخسارة ومطب الخروج من بطولة نحن جميعا لا نزال نحلم بأن تكون سعودية وسعودية خالصة سواء كانت للهلال أم سواء ذهبت للشباب المهم أن تصبح سعودية . جيبونبك الكوري خسر من الشباب والهلال فاز على الغرافة أما مرحلة الحسم فهي مرحلة تحتاج لمضاعفة الجهد وبذل العطاء لكي تنتهي هذه المرحلة بعيدا عن لعبة المفاجآت وأقول المفاجآت كون أي خسارة يتعرض لها الشباب على أرضه وبأكثر من هدفين هي مفاجأة كما أن خسارة الهلال بالأربعة إن حدثت فهي أم المفاجآت وأبوها . باختصار نريد من الهلال والشباب أقصى درجات التركيز كما نريد من ياسر ورفاقه والبلطان ورجاله احترام الخصم لأن هذا الاحترام سيكون هو المثمر الذي يرسم لنا مرحلة البطل والبطولة بإذن الله . ديربي جدة لم يشهد جديدا فالأهلي كعادته مجرد فريق بلا هوية ودون طموح . من يشاهد الأهلي وهو يلعب بهذا الجيل الانهزامي لا يمكن له أن يراهن على نجاح المستقبل، أعني مستقبل هذا الفريق العملاق الذي شوهته تصرفات العابثين . من يحرق أعصابنا وأعصاب الجمهور بقرار منح محمد مسعد شارة القيادة . لاعب هو نقطة الضعف وجزء لا يتجزأ من روح المنهزمين لا يمكن له أن يضيف لهذه القيادة شيئا يذكر بل على العكس هو عبء عليها وعلى الأهلي. مشكلة الأهلي أنه فقط يدور في فلك أسماء محددة تتبادل الأدوار وتحتفظ بالكراسي أما النتائج فهي أشبه ما تكون بنتائج الطالب البليد الذي كلما حاول أن يفهم أعاده غباؤه إلى نقطة الصفر . ختاما درس الاتحاديين لمحمد نور بلغ مداه فالفريق لم يتأثر لا بحضور محمد ولا بغيابه وهنا يكمن الفرق بين فكر يصنع المجد وآخر يعيقه ويحطمه وسلامتكم !!