يحكي اللاعب الدولي الحكاية من أولها.. يقول: كانت لنا مباراة (مصيرية) مع جارنا المنافس، وكان (جارنا) في احسن حالاته الفنية، والإدارية، وكنّا نمني النفس بتوجيه (ضربة) له بالفوز عليه في هذه المباريات بالذات لنصطاد عصفورين بحجر واحد، نرضي جماهيرنا العريضة من جهة، ونتجاوز منافسنا من جهة. وتبرع بعض الجماهير المتحمسة، والجماهير الغيورة الى البحث عن شخص (يشتغل المباراة) لا يكون معروفا لمنافسنا، ولا يكون معروفا لنا بعد أن فشل أكثر من شخص في تحقيق نتيجة واحدة. وظهر لنا أحد الجماهير ينقل لنا (البشرى السارة) بأنه وجد شخصا يشتغل المباراة (أي يدنبشها) لصالحنا، وبعد لحظات أحضره من الفندق، ورحبنا به ترحيباً شديداً، وقبل أن نبدأ الحديث معه سألناه عما يريد من طلبات (شاي، أو قهوة، أو عصير)، فخرجت من فمه بأقصى سرعة عبارة (أريد بروستاً) وكان (البروست) في ذلك الوقت في أوج مجده، وكانت مدينة جدة ليس بها أكثر من محلين لبيع البروست فأمرنا أحد المشاركين في المفاوضات بالطيران بسيارته لاحضار البروست ليكون تحت يدي الشخص الافريقي الذي سيشتغل المباراة. بعد أن تناول (البروست) وشرب البارد، بدأت جلسة العمل الفعلية. قلنا له إننا نريد أن نكسب المباراة، وبينما كان البروست يتفاعل داخل بطن الرجل (هزّ قارورة البارد) في يديه، وأخذ يحرك رأسه، وينظر الى اعلى مرة، والى الاسفل مرة، ورسم ابتسامة وقورة على وجهه (كأنها ضحك مكتوم) وقال لنا: ستفوزون بخمسة، وفوجئا بعدد الأهداف، وأبلغناه اننا نريد أن نفوز بهدف، أو هدفين على الأكثر، وعاد من جديد الى هز قارورة البارد (أحضرنا له أكثر من شخص) بناء على طلبه، واكدد اننا سنفوز بهدفين، وودعناه بدفن اوراق نقدية في يده، واوصله الشخص الى الفندق الشعبي الذي يقيم فيه على وعد باللقاء بعد المباراة ليحصل على المكافأة التي يستحقها، ولعبنا المباراة (عيوننا في الملعب، وعقولنا مع عاشق البروست) وانتهت المباراة بفوز الفريق المنافس علينا بثلاثة أهداف، ومن الملعب انتقلنا الى الفندق بصحبة المعرف، او الوسيط لاعطاء عاشق البروست (علقة) لا ينساها، وفي الفندق ابلغونا ان (عاشق البروست) قد غادره. وبينما نحن نستعد للخروج من الفندق ظهر امامنا فجأة رجل افريقي آخر قريب الملامح من صاحبنا الأول، وعرض علينا عرضا مغريا - بعد ان عرف اسباب، وظروف غضبنا - بوجود (رجل قوي, وصالح) يعرفه قادر على إيجاد حلول لكل المشاكل (مادية تتعلق بنقص الفلوس، أو كروية تتعلق بنتائج المباريات، أو مرضية تتعلق بضعف الاطباء، أو اجتماعية تتعلق بالزواج، والطلاق، وما بينهما).. وكدنا نفتك به لولا تدخل عمال الفندق.